صندوق النقد العربي يحذّر من ركود محتمل

في وقت تتأرجح فيه التوقعات بين الأمل والحذر، كشف صندوق النقد العربي في تقريره السنوي لعام 2024 عن صورة مختلطة لأداء الاقتصادات العربية، تتراوح بين دول تمكّنت من تجاوز الأزمات وتعزيز النمو، وأخرى لا تزال تحت وطأة ارتفاع الدين العام وتكاليف التمويل وضعف عائدات التصدير. 2024... عام من التباين والتحديات أوضح التقرير أن بعض الدول العربية نجحت في تحقيق معدلات نمو «جيدة نسبياً»، مدفوعة بتحسن البيئة الخارجية وتراجع التضخم، بينما تأثرت دول أخرى بالتطورات الجيوسياسية والمناخية، ما أدى إلى تراجع النشاط الاقتصادي بشكل ملحوظ.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

كشف التقرير أن متوسط النمو الاقتصادي في الدول العربية بلغ نحو 2.9 في المئة خلال عام 2024، لكن هذا المتوسط يخفي تبايناً كبيراً بين مجموعات الدول.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

فقد سجّلت دول مجلس التعاون الخليجي أعلى معدل نمو بلغ 3.4 في المئة، مستفيدة من استقرار أسعار النفط والسياسات المالية الحذرة، أما الدول المستوردة للنفط، فحققت معدل نمو بلغ 3.1 في المئة، مدعوماً بانخفاض أسعار الواردات وتحسن نسبي في النشاط السياحي والخدمي.

في المقابل، لم يتجاوز معدل النمو في الدول النفطية غير الخليجية نسبة 2.2 في المئة، نتيجة ضعف الاستثمارات وانخفاض العوائد الريعية.

وبرزت الأزمة بشكل أكبر في الدول المتأثرة بالنزاعات مثل السودان واليمن وسوريا، حيث سجّلت هذه الدول نمواً سلبياً أو أقل من 1 في المئة، ما يعكس هشاشة أو انعدام التعافي الاقتصادي في ظل أوضاع أمنية غير مستقرة وقيود حادة على التمويل والاستثمار.

وأشار التقرير إلى أن «توقعات عام 2025 تعتمد بشكل كبير على استمرار تحسّن بيئة الاقتصاد العالمي، وتراجع أسعار الفائدة، وهدوء نسبي في الجبهات الجيوسياسية»، إلا أن الصندوق حذّر من أن استمرار الصراعات التجارية والتقلبات المالية قد يعيد شبح الركود إلى الأفق، خاصة مع ضعف مؤشرات الطلب العالمي.

الفائدة والتضخم في كفة... والدين في كفة أخرى رصد التقرير مساعي البنوك المركزية في الدول المتقدمة، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي، إلى خفض أسعار الفائدة تدريجياً خلال 2024، مع توقعات بمزيد من التيسير في 2025 نتيجة ضعف النمو في منطقة اليورو.

أما على الصعيد العربي، فقد أشار التقرير إلى أن بعض الدول لا تزال تواجه صعوبات في السيطرة على العجز المالي وتكلفة خدمة الدين، في ظل تراجع الإيرادات السيادية وارتفاع فاتورة الدعم.

على صعيد التضخم، فرغم تسجيل انخفاض نسبي مقارنة بذروة 2022، فإن الضغوط السعرية لا تزال حاضرة في كثير من الدول العربية، فقد بلغ متوسط التضخم في المنطقة 14.8 في المئة، مع تسجيل بعض الاقتصادات معدلات تضخم مفرطة تجاوزت 100 في المئة، أبرزها السودان ولبنان.

في مصر، بلغ معدل التضخم 35 في المئة، بينما سجلت تونس نسبة 9.2 في المئة، والمغرب نحو 4.6 في المئة، بالمقابل، كانت مستويات التضخم في دول الخليج الأكثر استقراراً، إذ تراوحت بين 2.1 في المئة في الإمارات و2.3 في المئة في السعودية، ما يعكس كفاءة السياسات النقدية والمالية في احتواء التوترات السعرية.

كشفت البيانات عن ارتفاع ملحوظ في عدد القروض التي حصلت عليها الدول العربية خلال الفترة بين 1978 وحتى 2024، إذ استحوذت عشر دول فقط على 204 قرضاً من أصل إجمالي القروض المقدّمة من الصندوق.

وجاءت المملكة المغربية في المرتبة الأولى من حيث عدد القروض بنسبة 16.3 في المئة، تلتها مصر بنسبة 14.7 في المئة، ثم تونس (13.7 في المئة)، والأردن (12.7 في المئة).

اللافت أن موريتانيا واليمن، رغم حجمهما الاقتصادي الأصغر، سجّلت نسباً مرتفعة نسبياً في عدد القروض (11.8 في المئة و9.3 في المئة على التوالي)، وهو ما يعكس اعتماداً كبيراً على التمويل الخارجي، ربما نتيجة الهشاشة الاقتصادية أو ضعف الإيرادات العامة.

أما من حيث القيمة التراكمية للقروض، فقد جاءت مصر في الصدارة بقيمة إجمالية بلغت نحو 179.6 مليار دولار حسابي عربي، وهو رقم يعكس اعتماداً واضحاً على الاقتراض لتمويل احتياجات الميزانية أو سد فجوات التمويل الخارجي، يليها المغرب بقيمة 110.6 مليار دولار، ثم تونس بـ62.6 مليار دولار، بينما جاءت موريتانيا في ذيل القائمة بقروض لا تتجاوز 2.9 مليار دولار فقط، وهو ما يعكس التفاوت في الاحتياجات التمويلية وقدرات الدول على تحمل الدين.

لفت التقرير إلى دراسة بحثية بعنوان «الدين العام والنمو الاقتصادي في الدول العربية»، أوضحت أن فوائد الدين قصيرة الأجل قد تتحول إلى عبء طويل الأمد، إذا لم تقترن بإصلاحات هيكلية حقيقية، وأظهرت الدراسة أن الدول ذات الدخل المتوسط والعالي في المنطقة أصبحت مهدّدة بمعدلات مديونية تقترب من حدود الخطر، مع تزايد تكلفة التمويل وغياب اليقين السياسي والاقتصادي.

نوافذ أمل.. أين تكمن الفرص؟ في المقابل، رأى التقرير أن أسواق المال العربية حققت مكاسب جيدة خلال 2024، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. كما أن السياسات النقدية المتوازنة لدى بعض البنوك المركزية العربية ساعدت في الحفاظ على مستويات معقولة من الاستقرار المالي.

قد يشهد عام 2025 تحسناً في النمو الاقتصادي العربي إلى حدود 4.5 في المئة، شريطة تفعيل الإصلاحات المالية وتيسير التدفقات التمويلية من الجهات الدولية.

ويرى الصندوق أن الدول التي تنجح في تفعيل برامج الدعم الدولي بالكامل، يمكن أن تسجل زيادة في النمو بنسبة إضافية لا تقل عن 1 في المئة، وهو ما قد ينعكس على شكل نمو إضافي يتراوح بين 70 و100 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي العربي السنوي.

ويُرجّح أن تكون الدول ذات الدخل المتوسط والدول المتأثرة بالنزاعات الأكثر استفادة من برامج التمويل الميسر، في حال توفرت بيئة سياسية مستقرة وقدرة على تنفيذ إصلاحات هيكلية جدية. كذلك، فإن السياسات النقدية المتوازنة وتراجع أسعار الفائدة عالميًا يُمكن أن يسهما في تقليل كلفة التمويل وتخفيف الضغط على الموازنات العامة.

وخلص التقرير إلى أن «الفرصة لا تزال قائمة أمام الدول العربية لإعادة بناء استراتيجياتها المالية عبر تخفيض الاعتماد على الإيرادات الريعية وتوسيع القاعدة الضريبية، وتنشيط القطاعات الإنتاجية».


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

سلَّط رجل الأعمال والمليونير البريطاني مارك تيلبوري الضوء على خطة من خمس خطوات، على الشباب اتباعها؛ كي يصبحوا مليونيرات في عام 2025، مشيراً إلى أن هذه الخطة تأتي من خبرته الشخصية كونه مليونيراً عصامياً، وهي كالتالي.. سد فجوة الأداء، وهي المسافة بين وضعك الحالي والوضع الذي تُريد أن تكون فيه.. حدد منطقة قيمتك، وهي ثلاثة أشياء: الأشياء التي تحب القيام بها، والأشياء التي تجيدها، والأشياء التي سيدفع لك الناس أجراً مقابلها.. توفير وسيلتين ماليتين: واحدة لكسب المال (النشاط اليومي)، وأخرى لاستثمار المال.. حسّن مواردك إلى أقصى حد، وأنت لديك ثلاثة موارد محدودة: المال والوقت والطاقة، الناجحون يُوظّفون هذه الموارد بكفاءة.. بناء خبرة تراكمية مع الوقت، فمعرفتك تتراكم كالمال، ما يُنشئ أساساً معرفياً يُحسّن كل قرار مستقبلي.....
منذ 3 ساعات
أكدت أمازون وإنفيديا خلال اجتماع مع عدد من المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط والغاز هذا الأسبوع، أن جميع الخيارات متاحة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الوقود الأحفوري كالغاز الطبيعي.. واجتمعت شركات التكنولوجيا والطاقة في أحد معاهد الطاقة المهمة بأميركا بمدينة أوكلاهوما سيتي، لمناقشة كيفية تلبية الولايات المتحدة احتياجاتها المتزايدة من الطاقة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.. لتفاصيل أكثر| #العالم_بلغة_الأعمال
منذ ساعة
أكثر الدول استثماراً في الذكاء الاصطناعي حتى 2024
منذ 7 ساعات
يزداد صانعو السياسات في البنك المركزي الأوروبي ثقةً بشأن خفض أسعار الفائدة، ويتوقع العديد من المحافظين خفضاً ثامناً بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعهم في 4 يونيو المقبل مع استمرار تباطؤ التضخم، مع الحذر في خفض نسبة الفائدة بقدر كبير.. وتماشياً مع النهج الرسمي للبنك المركزي الأوروبي، أبدى البنك انفتاحاً في اتخاذ القرارات، نظراً لأن القرار لا يزال على بُعد أكثر من شهر، وأن السياسة الاقتصادية أصبحت غير قابلة للتنبؤ منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية في 2 أبريل نيسان.. وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة القياسي إلى 2.25% في وقت سابق من هذا الشهر.. لتفاصيل أكثر| #العالم_بلغة_الأعمال
منذ 49 دقيقة
كلاسيكو المليارات.. ريال مدريد VS برشلونة
منذ 7 ساعات
كم ربح استثمار 10 آلاف دولار قبل 10 سنوات بكبرى الشركات الأميركية؟
منذ 7 ساعات
استطلاع خاص ل CNBC عربية: عواصف ترامب تقوض "وول ستريت"
قناة CNBC عربية منذ 11 ساعة
محافظ البنك المركزي العراقي ل"الشرق": مشروع حذف أصفار من الدينار قائم، لكنه يحتاج لسحب واستبدال 100 تريليون دينار من السوق، وأستبعد تنفيذه هذا العام.. #اقتصاد_الشرق
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
رجل أعمال بريطاني: 5 خطوات لتصبح مليونيراً في عام 2025
منصة CNN الاقتصادية منذ 8 ساعات
الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يقول السبت 26 أبريل/ نيسان، إنه لا يوجد مبرر لقيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإطلاق صواريخ على المناطق المدنية والمدن والبلدات (في أوكرانيا)
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
تحولات أمن الطاقة الأميركي.. من الاعتماد على الخام العربي إلى ثورة النفط الصخري. عودة ترامب تكتسب زخماً.. دعم الحفر يعيد تشكيل أسواق الطاقة العالمية. الولايات المتحدة كانت تعتمد بشكل كبير على واردات النفط من الشرق الأوسط لتلبية احتياجاتها الطاقوية.. بينما أزمة الطاقة في السبعينيات شكلت نقطة تحوّل رئيسية. ثورة "النفط الصخري" تحول أميركا إلى أكبر منتج للنفط في العالم ومصدر صافٍ.. وتغير ديناميكيات أسواق النفط. زيادة معدلات الإنتاج تساعد على امتصاص الصدمات في مواجهة التوترات الجيوسياسية. مختصون أميركيون وغربيون يرصدون ل CNBC عربية التحوّلات الجذرية في أسواق النفط وتداعياتها على العلاقات الأميركية مع الدول المُنتجة بالشرق الأوسط. رغم التحول الكبير بدعم من "النفط الصخري".. العلاقات مع دول الخليج...
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
حوالي 80% من المراهقين يعانون من قلة النوم.. فكيف يمكن للآباء مساعدتهم؟. إليك بعض النصائح
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يقول إن السفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة يجب أن تمر عبر قناتي السويس و بنما دون دفع أي رسوم وفقا ل"رويترز". - ترمب: طلبت من وزير الخارجية أن يتولى هذا الأمر على الفور
صحيفة الاقتصادية منذ 6 ساعات
الصادرات غير النفطية للسعودية تبلغ أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 515 مليار ريال (137.29 مليار دولار) في 2024
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات