يبلغ حجم المرارة كالكمثرى الصغيرة وهي جزء من الجهاز الهضمي الذي يعمل كجسر بين الكبد والأمعاء الدقيقة وهي تلعب دوراً حيوياً في الهضم عن طريق تخزين وتركيز الصفراء التي ينتجها الكبد (سائل يساعد على تكسير الدهون)، وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أنها تتأثر بمجموعة من الحالات الطبية مثل: تكون الحصوات التي تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب والنوبات الشديدة التي تسبب الآلام الحادة وتضر بالصحة وجودة الحياة.
يقول د. عماد فياض، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد: أن إصابة المرارة الأكثر شيوعاً تتمثل في الحصوات، حيث تتشكل رواسب متصلبة من مكونات الصفراء وخاصة الكوليسترول والبيليروبين، وفي حين أن بعضها يكون صامتاً ولا يسبب أعراضاً، إلا أن البعض الآخر يمكن أن يسد القنوات الصفراوية وينجم عنه ألماً شديداً، وتُعرف هذه الحالة باسم «المغص الصفراوي»، ويؤدي الانسداد طويل الأمد، إلى التهاب المرارة، ما يتطلب العناية الطبية العاجلة ويُعد داء القناة الصفراوية الجامعة الحصوي (وجود حصوات في القناة الصفراوية المشتركة) وخلل الحركة الصفراوي (اضطراب الحركة) من الحالات الخطرة الأقل انتشاراً، وربما يتعرض نسبة قليلة من المرضى لسرطان المرارة.
ويضيف: تميل حالات المرارة إلى التأثير على فئات معينة من المرضى أكثر من غيرهم ومن بينهم الإناث وخاصة الحوامل أو اللواتي يستخدمن العلاجات الهرمونية، نتيجة تأثير هرمون الاستروجين على تكوين الصفراء وتزداد فرص الإصابة أيضاً مع التقدم في السن، بعد 40 عاماً وتعد البدانة وفقدان الوزن السريع ومرض السكري من عوامل الخطر الموثقة أيضاً، حيث تسهم هذه الحالات في تغيير توازن مكونات الصفراء ووظيفة المرارة وبالإضافة إلى ذلك، كما يسهم التاريخ العائلي أيضاً في زيادة التعرض للإصابة بأمراض المرارة.
الصورة يلفت د.فياض إلى أن حصوات المرارة يمكن أن تتطور عندما وجود خلل في المواد التي تتكون منها الصفراء وينطوي السبب الأكثر شيوعاً على الكوليسترول الزائد الذي لا يذوب بشكل صحيح ومناسب نظراً لعدم كفاية الأملاح الصفراوية ويؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى التبلور وتكوين الحصوات، وفي حالات أخرى، يؤدي ارتفاع مستويات البيليروبين المرتفعة، الناجمة غالباً عن أمراض الكبد أو اضطرابات الدم، إلى تطور الحصوات الصفراوية الصبغية، عندما لا تفرغ المرارة بشكل فعال، مثلما يحدث أثناء الصيام أو عند اتباع نظام غذائي سريع وبالتالي تركيز العصارة الصفراوية، ما يزيد من مخاطر الإصابة بحصوات المرارة ولذلك يجب الحفاظ على الوزن الصحي وممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن في تقليل خطر الإصابة بأمراض المرارة ويعد الكشف المبكر والإدارة المناسبة للمرض أساسيين لتجنب المضاعفات وضمان صحة الجهاز الهضمي.
أعراض وتشخيص يوضح د.ساجيش جوبيناث، أخصائي جراحة عامة، أن أعراض التهاب المرارة الناجم عن وجود الحصوات، يتمثل في: ألم في الجزء العلوي من البطن وخاصة في أعلى اليمين وفي بعض الحالات ينتشر إلى الكتف اليمنى أو الظهر ويشعر المرضى بأنها شديدة ومتشنجة وتكون أسوأ عندما التنفس بعمق ويعتقد بعض الأشخاص خطأ أن هذه الألم ناتجة عن مشكلة في الصدر أو نوبة قلبية.
ويتابع: تشمل أيضاً علامات التهاب المرارة الشائعة، الضعف والاجهاد والغثيان والقيء، انتفاخ البطن وتصلب عضلاتها على الجانب الأيمن، وفي حال وجود حنى فإنها تشير إلى وجود عدوى أكثر حدة.
يبين د. جوبيناث، أن تشخيص التهاب المرارة يكون عن طريق الاطلاع على الأعراض التي يشكو منها المريض والكشف السريري، بأخذ نفس عميق أثناء الضغط بلطف على الجزء العلوي الأيمن من البطن ويتم تأكيد الإصابة في حال وجود ألم ويطلق عليها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية