في أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية المصرية بشأن الهجوم على مستشفى المعمداني في قطاع غزة، طالبت مصر المجتمع الدولي "باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات، خاصة في ظل التحركات التي تضطلع بها الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق التهدئة واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار".
فمع فشل جهود استئناف الهدنة وتجدد الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 18 مارس/ آذار و تكرار الحديث عن تهجير الفلسطينيين، زادت حدة النقاشات بوسائل الإعلام المصرية والعربية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الأدوار التي يجب على القاهرة لعبها، سواء بالنسبة للوضع الحالي في القطاع المأزوم أو بالنسبة لمستقبله المجهول حتى الآن.
مواجهة عسكرية محتملة بين مصر إسرائيل؟ على مدار أسابيع، كانت الخطة المصرية لإعمار غزة هي المحور الرئيسي للتحركات الدبلوماسية وللنقاشات العامة في مصر. ومع زيادة حدة القصف الإسرائيلي للقطاع ووقف دخول المساعدات الإنسانية، تحول الانتباه تدريجيًا من التحركات الدبلوماسية إلى التحركات العسكرية وما إذا كانت تمهد لمواجهة عسكرية بين مصر إسرائيل.
فبينما يسيطر الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة ويعمل على تحويل مدينة رفح بأكملها لمنطقة عازلةداخل القطاع، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تُكثف مصر تواجد قواتها في شبه جزيرة سيناء وتعزز بنيتها العسكرية هناك. ويتصاعد التوتر بين الطرفين، خاصة بعد مطالبة مسؤولين إسرائيليين مؤخرًا بتفكيك البنية التحتية للجيش المصري في سيناء الملاصقة لغزة.
وفي حوار أجرته معه DW عربية، استبعد مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تقع مواجهة عسكرية بين البلدين وقال: "أعتقد أن نشر هذه الأخبار الهدف منه هو التأكيد على أن القوات المسلحة المصرية مستعدة للدفاع عن الوطن، لكن لا أظن أن هناك أي تخطيط على الإطلاق للمخاطرة بعمل عسكري ضد إسرائيل".
وعلى الرغم من التحركات المصرية في سيناء والحديث المتواصل لوسائل إعلام مصرية وعربية عن "قوة الجيش المصري" وتخوف الإسرائيلين من تلك التحركات، يستند كامل السيد للرأي العام كدليل على الرغبة في تجنب المواجهة العسكرية ويشرح: "اعتقد أن الرغبة في عدم الدخول في حرب أمام إسرائيل قوية لدى غالبية الرأي العام في مصر. فضلًا عن أن الرئيس المصري حذر للغاية ويخشى من مغبة المخاطرة المحدودة التي يمكن أن تؤدي للاشتباك مع القوات الإسرائيلية".
لماذا تريد إسرائيل منع انتشار الجيش المصري في سيناء؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
أما مدير برنامج شمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية، الباحث ريكاردو فابياني، فيرى أن تحريك مصر لقواتها في سيناء هو "طريقة لإخبار المصريين بأن الحكومة تأخذ التهديدات والمناورات الإسرائيلية على محمل الجد وأنهم على استعداد للقتال، ولكن في الواقع هذا لن يحدث".
وفي حوار أجرته مع DW عربية، قال فابياني: "هذه التعبئة العسكرية في سيناء إلي جانب القصف الإسرائيلي في غزة تدفع بعض المصريين لتخيل صراع محتمل، وهذا يعتبر خطرًا لأنك لا تريد أن يتحمس الرأي العام لفكرة الحرب ولا ترغب في أن يقوم جنودك بمبادرات فردية على الحدود وتحتاج لإبقاء الموقف تحت السيطرة".
محاولات "إبقاء الموقف تحت السيطرة" وعلى الرغم من صعوبة قياس توجهات الرأي العام المصري بشكل دقيق لغياب المسوح العلمية والاستطلاعات الدورية لها في الوقت الحالي، لا يزال من الممكن تتبع مؤشرات الاحتقان لدى المصريين بسبب الأوضاع في غزة.
فمع تردد الحديث عن احتمالات المواجهة العسكرية، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى لرفض دعوات "الجهاد المسلح" ضد إسرائيل.
وجاء في بيان منشور على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع فيسبوك أن: "إعلان الجهاد واتخاذ قرار الحرب والقتال لا يكون إلا تحت راية، ويتحقق هذا في عصرنا من خلال الدولة الشرعية والقيادة السياسية، وليس عبر بيانات صادرة عن كيانات أو اتحادات لا تمتلك أي سلطة شرعية".
ويرى كامل السيد أن هذا النوع من الفتاوي هو بمثابة إشارة إلى "القلق" من أن مجموعة في الرأي العام تُطالب باتخاذ الحكومة المصرية موقفا أكثر جرئة، حيث يقول: "بعض أنصار النظام المصري يصورون في الصحف أصحاب هذا الموقف بأنهم دعاة حرب، ولكن الحديث ليس عن حرب وإنما خطوات غير عسكرية أكثر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية