يستعد المستهلكون الأميركيون لعام آخر من التضخم المرتفع، حيث أظهرت أحدث بيانات مسح لتوقعات المستهلكين الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن توقعات التضخم للعام المقبل قد ارتفعت بشكل ملحوظ.
في مارس الماضي، سجلت توقعات التضخم للعام 2024 زيادة بنسبة 0.5 نقطة مئوية، لتصل إلى 3.6%، وهو أكبر ارتفاع شهري منذ عامين، وفقاً لما ذكره موقع «بلومبرغ». ورغم هذا الارتفاع، حافظ المستهلكون على توقعاتهم المستقرة بشأن التضخم على المدى الطويل، حيث بقيت التوقعات بعد ثلاث سنوات عند 3%، في حين انخفضت التوقعات لخمس سنوات إلى 2.9%.
استقرار في مواجهة التقلبات
يُعد الحفاظ على استقرار توقعات التضخم طويلة الأجل أمراً بالغ الأهمية لصانعي السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي، خاصة في ظل التقلبات الناتجة عن تغييرات السياسات الجمركية. ورغم أن العديد من الاقتصاديين يعتقدون أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد تؤدي إلى زيادة الأسعار على المدى القصير، إلا أن المسح يشير إلى أن المستهلكين لم يغيروا توقعاتهم طويلة الأجل للتضخم استجابة لذلك.
وقد أظهر التقرير ارتفاعاً في توقعات التضخم المتعلقة بالسلع الأساسية، حيث يتوقع الأميركيون زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 5.2% خلال العام المقبل، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2024. كما ارتفعت توقعات الإيجارات إلى 7.2%، في حين تراجعت توقعات أسعار الوقود إلى 3.2%.
وفي السياق نفسه، عبر الأميركيون عن قلق متزايد بشأن مستقبلهم المالي. فقد ارتفعت نسبة الذين يعتقدون أن معدل البطالة سيرتفع خلال العام المقبل إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2020، وهو ما يعكس قلقاً واسعاً في مختلف الفئات العمرية والتعليمية. كما تزايدت احتمالات فقدان الوظيفة خلال الـ12 شهراً المقبلة، بينما تتوقع نحو ثلث الأسر أن تكون أوضاعها المالية أسوأ بعد عام من الآن، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2023.
مؤشر القلق الاقتصادي يزداد
تراجعت التوقعات بشأن نمو الدخل المستقبلي، كما أفاد عدد أكبر من المستهلكين بصعوبة في الحصول على الائتمان. وعلى الرغم من ذلك، شهدت النسبة المتوقعة لعدم سداد الحد الأدنى من المدفوعات على الديون انخفاضاً طفيفاً إلى 13.6%.
من جهة أخرى، تراجعت ثقة الأميركيين في سوق الأسهم، حيث أظهر المسح أن متوسط الاحتمال المتوقع لارتفاع أسعار الأسهم الأميركية خلال العام المقبل انخفض إلى 33.8%، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2022.
يعتمد بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك على مسح شهري يُجرى على عينة دورية تضم حوالي 1,300 رب أسرة، ما يتيح له مقارنة معنويات المشاركين أنفسهم على أساس شهري. وتُعد نتائج هذا المسح ذات أهمية بالغة، حيث تعكس حالة من عدم اليقين الاقتصادي المتزايد، وتسلط الضوء على القلق المتصاعد بين الأميركيين بشأن مستقبلهم المالي في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس