عبدالهادي راجي المجالي .. في كل مؤسسات الدولة يوجد مسمى وظيفي اسمه (مأمور العهدة)، وغالبا ما يكون مأمور العهدة، من الأشخاص الذين يتعاملون بالمال والدفاتر ويحتاجون لدقة في العمل، ناهيك عن معرفة الأمور المتعلقة بالسجلات.
لدينا في العمل مأمور عهدة، حين يدخل مكتبي يخبرني بأنه سيزور الموقع الفلاني ويعلل السبب بالقول: (عندي جرد يا معلم)، وأنا أجيبه: (روح اجرد).. تلك الجملة هي مفتاح لحركة هذا الشخص، وأنت بالمقابل لا تجرؤ أن تمنعه.
من صفات مأمور العهدة التمعن في السجلات والانبهار.. وأحيانا يرمقك بنظرة يشعرك من خلالها بأنك (لص)، وأنت ترمقه بذات النظرة المليئة بالتحدي وتسأله السؤال ذاته: خير ان شاء الله ما في شي؟ وفجأة يخرج فاتورة ويسألك: (هذا توقيعك).. فتجيبه: نعم.. ثم يشرح لك عن بعض الخلافات مع ديوان المحاسبة، وأنه كان من المنطقي استشارته قبل التوقيع على الفاتورة، ويقول لك بلهجة مليئة بالتهديد: (ع كل حال بحاول ادبرها).
أنا في حياتي العملية لم أوفق مع أي مأمور عهدة، كانوا حين يتقاعدون يقولون لبعض الزملاء: (ياما رقعت عليه المجالي)، ثم ينهون كلامهم المليء.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية