لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترمب يهيمن على المشهد الاقتصادي، ولو بتصريحات مقتضبة. لكن، كما عودنا، القليل من الكلام عنده قد يُحدث الكثير من التأويلات.
ترمب يدرس الآن منح إعفاءات مؤقتة من الرسوم الجمركية المفروضة على واردات السيارات وقطع الغيار. خطوة قد تبدو للوهلة الأولى تيسيرية، لكنها في الواقع تعكس حالة من التخبط في استراتيجية التصنيع المحلي، أو ربما تلمّح لصراع داخلي بين من يريد الحماية المطلقة للصناعة الأميركية، ومن يرى أن الوقت وليس التعرفة هو السلاح الأقوى لدفع الشركات نحو التصنيع المحلي.
قال ترمب: "أفكر في شيء لمساعدة شركات السيارات... هم ينتقلون لاستخدام قطع كانت تُصنع في كندا والمكسيك وأماكن أخرى، ويحتاجون لبعض الوقت، لأنهم يعتزمون تصنيعها هنا". لكنه لم يُحدّد أي جدول زمني للإعفاء، ولا حتى شروطه، ما يفتح الباب واسعاً أمام التكهنات، ويعيدنا إلى سياسة الباب الدوّار التي دأب البيت الأبيض على تبنّيها: القرار اليوم قابل للتعديل غداً.
الرسوم الجمركية الحالية التي فرضها ترمب على السيارات الجاهزة تبلغ 25%، وكان من المفترض أن تشمل قطع الغيار ابتداءً من 3 مايو، مع استثناء للمركبات التي تفي بمتطلبات المحتوى المحلي ضمن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. اليوم، وبينما تتهيأ الشركات لبدء التطبيق، قد تُمنح "هدنة مؤقتة" لا أحد يعرف متى ستنتهي.
ما الذي يمكن استنتاجه من قرار ترمب بشأن الإعفاءات الجمركية؟ الأمر لا يبدو محصوراً في الاقتصاد فقط، بل يكشف ربما عن صراع خفي داخل البيت الأبيض بين اثنين من أعتى الفاعلين: إيلون ماسك، الرجل الذي يتزعم الابتكار والكفاءة الحكومية من موقعه الجديد، وبيتر نافارو، عرّاب السياسة الحمائية والمستشار المتشدد في شؤون التجارة. ( عن هذا الصراع اقرأ: ماسك ضد نافارو.. هل أطلقت الرسوم صراع أجنحة في البيت الأبيض؟)
المشهد يوحي أن كلمة رجال الأعمال بدأت تتغلب على لغة البيروقراطيين، وهناك دلائل قوية على ذلك. ترمب نفسه قالها صراحة: "ساعدت تيم كوك مؤخراً، لا أريد إيذاء أحد. الهدف النهائي هو الوصول إلى العظمة لأجل بلدنا". تصريح يعكس انحيازاً واضحاً للقطاع الخاص، خاصة مع تأجيل الرسوم على الأجهزة الإلكترونية.
لكن، لا تتسرّع في الفرح. ترمب لم يُخفِ نواياه حتى تجاه الأثرياء:
قال إن إعفاءات القطاع التكنولوجي مؤقتة، وهي في مرمى نيرانه قريباً. الرسالة واضحة: "اصنع في أميركا، وإلا... سندقّ أبوابكم بالرسوم".
قال أيضاً إنه يخطط لفرض رسوم على واردات الأدوية في "المستقبل غير البعيد"، مشيراً إلى أن المعركة التجارية لم تنتهِ بعد.
ووسط هذا المشهد.. شنت أميركا حرباً أخرى تستهدف سدّ فجوة تبلغ 49 مليار دولار باستهداف طماطم المكسيك:
أعلنت الولايات المتحدة أنها ستبدأ بفرض رسوم جمركية تتجاوز 20% على معظم واردات الطماطم من المكسيك.
هذه الرسوم تُعتبر رسوم مكافحة إغراق لأن "الاتفاق التجاري الحالي مع المكسيك بشأن الطماطم فشل في حماية المزارعين الأميركيين".
تتوقع أميركا عجزاً زراعياً هذا العام بنحو 49 مليار دولار. (اقرأ المزيد)
المعاناة قد تطال أثرياء الولايات المتحدة عبر ضرائب مخصصة لهم! نعم، هذا ما قاله وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت. وقال إن هذا سيساعد في تمويل وعود ترمب بشأن خفض الضرائب. (اقرأ المزيد)
أول بيانات رسمية على كيفية تفاعل المصدّرين الصينيين مع رسوم ترمب:.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg