منذ منتصف القرن التاسع عشر، شهدت العديد من المدن الأوروبية مشاريع إعادة تهيئة بهدف جعلها مدناً معاصرة ومواكبة للتقدم الحضاري والثقافي والعلمي الذي عرفته القارة الأوروبية، خاصة أوروبا الغربية، على مدار العقود السابقة.
فأثناء فترة حكم نابليون الثالث، تكفل المهندس المعماري جورج يوجين هوسمان (Georges-Eug ne Haussmann)، المعروف بالبارون هوسمان، بمهمة تهيئة باريس عن طريق منحها شوارع وطرقات واسعة وحدائق تليق بها.
من جهة ثانية، اتجهت المدن الأوروبية للتخلص من "بعض الأشياء والكائنات"، بينها الكلاب السائبة التي كانت منتشرة بكثافة في الطرقات.
عملية التخلص من الكلاب فمنذ القديم، شكلت الكلاب السائبة مشكلة لدى المسؤولين في المدن الأوروبية حيث عبر كثيرون حينها عن قلقهم من قيام هذه الحيوانات بمهاجمة السكان. وخلال العصور الوسطى، كانت عملية قتل الكلاب السائبة منتشرة حيث امتهن بعض الأشخاص مهنة التخلص منها فتنقلوا بين المدن لقتلها عقب حصولهم على عقود من المسؤولين.
وبداية من منتصف القرن الثامن عشر، أخذت عملية ملاحقة وقتل الكلاب السائبة طابعاً آخر، حيث اتجه المسؤولون في المدن الأوروبية حينها للقيام بما وصفه البعض بـ"مذابح للكلاب" بهدف إزالتها من شوارع المدن عقب تفشي الأمراض. وفي تلك الفترة، اعتمدت طرق عديدة تراوحت بين الضرب بالعصي والحرق والتسميم والخنق للتخلص من الكلاب السائبة.
فيما بلغت عملية التخلص من الكلاب السائبة ذروتها بالنصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث أمر كبار المسؤولين في الدول الأوروبية بالتخلص منها معللين ذلك بإساءتها لمظهر المدن وهيبتها.
واتجهت البلديات حينها لتشييد ما عرف بحضائر التخلص من الكلاب السائبة التي ساهمت في إبعاد عمليات قتل الكلاب عن أنظار عامة الناس. وانطلاقاً من ذلك، باشر المختصون بمهمة القبض على الكلاب السائبة التي لا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة العربية