منذ سنوات، دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على إطلاق مبادرات نوعية تحت مسمّى "عام " مثل: "عام زايد"، "عام التسامح"، "عام الاستدامة"، و"عام المجتمع"، وهي مبادرات تتجاوز كونها شعارات رمزية أو احتفالات شكلية، لتتحوّل إلى منصات فكرية وتنموية وثقافية تُطلق الطاقات وتُحفّز الإبداع، وتدفع المجتمع إلى مزيد من التلاحم والمبادرة والعطاء.
تكمن أهمية هذه الأعوام في قدرتها على تجميع الطاقات الوطنية حول فكرة جامعة تنطلق من رؤية القيادة، لكنها ما تلبث أن تتحول إلى خطط تنفيذية ومشروعات حقيقية تشارك فيها مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، بل وحتى الأفراد. فعندما أُعلن "عام زايد"، لم يكن الهدف إحياء ذكرى المؤسس فحسب، بل تحوّل إلى ورشة وطنية شاملة تُجسِّد قيم الشيخ زايد من خلال برامج إنسانية وتعليمية وثقافية داخل الدولة وخارجها. وهكذا صار كل عام منها مناسبة وطنية جامعة، ومختبراً حيّاً للإبداع والتلاحم الوطني.
وتنبع قوة هذه الأعوام من حقيقة أنها تصدر عن قيادة رشيدة تحسن الإصغاء لشعبها، وتفهم نبضه وتعرف مفاتيح تحفيزه. فحين تعلن القيادة عن تخصيص عام لمبادرة معينة، فإنها تُطلق بذلك دعوة مفتوحة للمجتمع بكامل مكوناته للمشاركة والتفاعل. ويقابل هذا الإعلان تفاعل واسع النطاق من فئات المجتمع كافة، في صورة تعكس عمق العلاقة بين القيادة والمواطن، وتُجسّد ثقافة المشاركة الوطنية في أبهى صورها.
ويُلاحظ أن هذه المبادرات الوطنية لا تتوقف عند حد الإلهام، بل تُترجم إلى مشروعات ملموسة تُغيّر حياة الناس وتحسّن أداء المؤسسات وتُعلي من شأن القيم الإماراتية الأصيلة. وهنا تحديداً تكمن المفارقة بينها وبين المبادرات المشابهة في دول أخرى، والتي غالباً ما تبقى حبيسة الشعارات والخطط الورقية. أما في دولة الإمارات، فإن المبادرة عندما تُطلق، يتحول مضمونها إلى حالة وطنية عامة، وتُصبح قصة نجاح تُكتب باسم الجميع.
ومن أبرز عناصر النجاح في هذا النموذج المتفرّد هو تراكم الخبرات المؤسسية في إدارة ملفات هذه الأعوام. لقد طورت الدولة، عبر السنوات، منظومة عمل متكاملة تُدير هذه الأعوام بوصفها برامج استراتيجية مستدامة، لا حملات مؤقتة. فهناك تنسيق محكم بين المؤسسات، وشراكات مع القطاع الخاص، ومنصات رقمية تفاعلية، وإعلام فاعل، وآليات دقيقة لرصد الأثر المجتمعي والتعليمي والثقافي.
ومن الجوانب الجديرة بالتأمل أيضاً أن هذه الأعوام لا تكتفي بإشراك المؤسسات الرسمية، بل تُحفّز الإبداع الشعبي وتمنح الأفراد، بمختلف أعمارهم واهتماماتهم، مساحة للمساهمة. ففي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري
