توقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي بأبطأ وتيرة له في خمس سنوات منذ جائحة كورونا، بمقدار 730 ألف برميل يومياً، وهو انخفاض حاد عن 1.03 مليون برميل يومياً المتوقعة الشهر الماضي، كما سيتباطأ الإنتاج النفطي الأميركي.
وباستثناء الجائحة، سيكون هذا أدنى معدل منذ عام 2019، عندما بلغ النمو 540 ألف برميل يومياً، وفقاً لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأرجعت الوكالة تباطؤ النمو إلى الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركائه التجاريين وإجراءاتهم الانتقامية، والتي أدت إلى انخفاض حاد في أسعار النفط هذا الشهر، ما أدى إلى انخفاض إيرادات المنتجين، وذلك إلى جانب زيادة المعروض من قبل منتجي أوبك+.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن صناعة النفط الأميركية، على الرغم من دعوات ترامب لـ«أحفر أحفر يا عزيزي»، قد تبطئ النشاط في الواقع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
قالت وكالة الطاقة الدولية «إن تدهور التوقعات للاقتصاد العالمي وسط التصعيد الحاد والمفاجئ للتوترات التجارية في أوائل أبريل دفعنا إلى خفض توقعاتنا لنمو الطلب على النفط هذا العام».
تباطؤ النمو يتمركز في الصين وأميركا وأضافت الوكالة «يحدث قرابة نصف هذا التخفيض في الولايات المتحدة والصين، بينما يقع معظم الباقي في الاقتصادات الآسيوية ذات التوجه التجاري».
في الصين، تُضعف التحديات الاقتصادية والتحول نحو السيارات الكهربائية آفاق نمو النفط في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وهو ما كان سبباً في ارتفاع استهلاك النفط لسنوات.
يُشكّل هذا الانخفاض أيضاً تحدياً لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، الذين أسهموا على مدار العقدين الماضيين في تحويل الولايات المتحدة إلى أكبر منتج للنفط في العالم.
انخفاض سعر النفط
أسعار النفط العالمية بنسبة 13 بالمئة هذا الشهر إلى نحو 64 دولاراً للبرميل، متأثرةً بضغوط التوترات التجارية وقرار منتجي أوبك+ بتسريع زيادة المعروض في مايو.
وقالت وكالة الطاقة الدولية «أدى الانخفاض الكبير في أسعار النفط إلى زعزعة استقرار قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة، وقد تُؤدي الرسوم الجمركية الجديدة أيضاً إلى زيادة تكلفة شراء الفولاذ والمعدات، ما يُثبط عمليات الحفر بشكل أكبر».
وتتعرض الحكومات المعتمدة على النفط لضغوط جراء انخفاض الأسعار، ويُعِدّ المسؤولون استجابات سياسية لانخفاض الإيرادات، مثل إصدار المزيد من الديون وخفض الإنفاق.
الإمدادات الأميركية تنخفض إلى جانب تأثير الرسوم الجمركية الصينية على واردات الإيثان وغاز البترول المسال الأميركي، دفعت هذه العوامل وكالة الطاقة الدولية إلى خفض توقعاتها لإمدادات النفط الأميركية بمقدار 150 ألف برميل يومياً هذا العام ليصل النمو إلى 490 ألف برميل يومياً.
ومع ذلك، أفادت وكالة الطاقة الدولية بأن مشاريع النفط التقليدية لا تزال على المسار الصحيح، وتتوقع ارتفاع إجمالي المعروض من خارج أوبك+ بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في عام 2025، وهو ما يفوق معدل نمو الطلب بشكل مريح، ما يشير إلى فائض كبير.
توقعات 2026 وفي أول نظرة لها على عام 2026، توقعت وكالة الطاقة الدولية تباطؤاًَ إضافياً في نمو الطلب إلى 690 ألف برميل يومياً، بسبب هشاشة الوضع الاقتصادي وتزايد انتشار السيارات الكهربائية.
ويأتي خفض وكالة الطاقة الدولية لتوقعاتها للطلب على النفط لعام 2025 في أعقاب خطوة مماثلة اتخذتها أوبك يوم الاثنين، على الرغم من أن خفض وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس، كان أكثر حدة.
تخفيضات أوبك وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (
أوبك ) توقعاتها للطلب على النفط هذا العام والعام المقبل إلى 1.30 مليون برميل يومياً و1.28 مليون برميل يومياً على التوالي، وانخفض كلا الرقمين بمقدار 150 ألف برميل يومياً عن أرقام الشهر الماضي.
وتأتي توقعات أوبك للطلب على النفط عند الحد الأعلى لتوقعات الصناعة، وتتوقع المنظمة أن يستمر ارتفاع استخدام النفط لسنوات، على عكس وكالة الطاقة الدولية التي ترى أن الطلب سيبلغ ذروته هذا العقد مع تحول العالم إلى أنواع وقود أنظف.
(رويترز)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية