نتفق ونختلف – نحن الأردنيين- على كثير من الأمور السياسية؛ وأزعم أنّ مساحة الاتفاق والتوافق بيننا كبيرة جداً مقارنةً بالاختلافات الطبيعية والمنطقية تجاه الملفات السياسية المتعددة، لكن الحلقة المفقودة – وطنياً- تتمثّل في تأطير النقاش الوطني بالمسارات الصحيحة التي تجعله نافعاً ومفيداً، وليس ضاراً أو مؤذياً أو عبثياً، كما يحدث في كثير من الأحيان للأسف الشديد!
القاعدة الذهبية التي يفترض أن تكون هي الأساس الذي ينطلق منه الجميع، هي المصالح الوطنية العليا، وهي التي تربط الفرد بالدولة والمجتمع، والتي تُختزل بشعار «الأردن أولاً»، بخاصة أنّ كثيراً من الدول اليوم تعود وترف الشعار نفسه، السوريون اليوم بعد سقوط النظام السوري السابق يرفعون شعار «سورية أولاً»، حتى ترامب وهو رئيس أكبر دولة في العالم يقول «أميركا أولاً»، وغالبية دول العالم، بخاصة مع عودة الحرب التجارية العالمية ومع الصراعات الدولية والإقليمية، فهي جميعاً ترفع الشعار نفسه، لأسباب سياسية أو اقتصادية أو أمنية، ومن باب أولى دولة مثل الأردن تقع في مثل هذا المحيط الخطير والملتهب والدول والمجتمعات تتخطف من حولنا؛ لا أمن ولا استقرار فضلاً عن الخدمات الأساسية، فأنت تعيش في نعمة كبيرة من استقرار وأمن وتماسك اجتماعي وخدمات أساسية وسلم أهلي، وهذا وذاك يذكرك بسورة «إيلاف قريش» «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».
الأردن أولاً يعني أن نلتف جميعاً حول المصالح الوطنية العليا، نعرّفها ونعترف بها، ونؤطرها لتكون البوصلة التي تحركنا، ثم نحدد الأولويات الوطنية استناداً إليها، والتحديات التي تواجهنا انطلاقاً من هذا التعريف، ثم الاستراتيجيات والسياسات التي تعزز هذه المصالح والضمانات الرئيسية لها. من الطبيعي بل الصحّي أن نختلف في السياسات والاستراتيجيات، لكن لا نختلف على الأصول والأولويات الوطنية، لأنّ هذا الاختلاف يخلق قدراً كبيراً من الشكوك.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية