يُخفى التاريخ الكثير من الأسرار والخبايا، البعض منها يجري بيننا على الألسن من خلال بعض الكلمات أو الأمثال الشعبية، منها ما يعتبره البعض دليلاً على العبقرية والمفهومية، وهي في الأصل كلمة تحمل الهجاء الذي يصل إلى حد السب والقذف، ومن تلك الكلمات، كلمة "الخلبوص" التي يفرح البعض بها ويجد في نفسه صورة "الواد الفتك اللي مقطع السمكة وديلها"، لكن ستندهش عزيزي القارئ أن هذه الكلمة تعني "صبي الرقاصة"، ولن يروقك بالطبع أن يطلقها عليك أحد بعد اليوم.
الأمر يقتضي منك رحلة إلى بدايات القرن الثامن عشر، حين كان صبي (الراقصة/ العالمة/ الغازية) وهو شخص أملس حليق الشعر، يرتدي زي الغازية (الراقصة) ويضرب على الصاجات، ويقلد حركاتها بابتذال، ويهرج ويغمز ويهمس بشكل مستفز، ويهيئ الجو لجلسات الأنس، وفي الغالب كانت له جملة شهيرة يُرددها ليحمى الغازية من الحسد، والتي ترددت في كثير من الأفلام والروايات، وهي 4 و1 عليكى يا أبلتى .
وهذا الشخص "الخلبوص" ذكره علماء الحملة الفرنسية، وقالوا عنه: "الخلبوص مُهرج يقوم بأوضاع بالغة الفحش وبحركات وقحة تواكب حركات الغازية.. بدأ ببدلة رقص من سنين طويلة وبعدها لبس الجلابية الضيقة، ومع الزمن والتطور واكب الموضة ولبس البدلة والكرفتة.. أشهر الخلابيص كان تركى واسمه عبد الله رقص 40 ليلة فى احتفالات أفراح أنجال الخديو إسماعيل، وشهرته نافست الحامولى وألمظ وساكنة بك".
زاد الأمر أكثر حينما قام محمد علي باشا بنفي الراقصات في عام 1835م، وأصدر قرارًا بنفي جميع العوالم والراقصات خارج القاهرة وبالتحديد إلى الصعيد، وتم تهديد أي راقصة يتم مشاهدتها في القاهرة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام