بين هارفارد وترمب. من سيكسب المعركة؟. هل ستقود الجامعة تمرداً سياسياً أوسع في واشنطن ضد إدارة ترمب، أم سينجح الرئيس في تحطيم خصومه في مهده حتى لا تنفتح شهية المعارضين؟

دخلت المعركة بين أقدم وأغنى جامعة في الولايات المتحدة وإدارة دونالد ترمب مرحلة حاسمة مع تهديد الرئيس بإلغاء الإعفاء الضريبي على هارفرد، بعد أن تحدت الجامعة ضغوط البيت الأبيض للتدخل في سياسات الجامعة التعليمية والثقافية، والتي بدأت أصلاً بتشديد إجراءات مكافحة معاداة السامية بعد التظاهرات المعارضة لإسرائيل بسبب حرب غزة.

لكن المفاجأة تمثلت في دعم واسع لهارفارد من جامعات النخبة الأميركية المعروفة باسم (آيفي لي)، والتي تعرضت لهجمات مماثلة، بل إن جامعة كولومبيا التي بدأت الاستجابة لمطالب ترمب عادت ورفضت التدخل الصارخ من قبل الإدارة في سياساتها التعليمية، ورفعت جامعات النخبة دعوى قضائية لمنع الحكومة من خفض المنح البحثية لها.

من سيكسب المعركة؟ وهل ستقود جامعة هارفارد تمرداً سياسياً أوسع في واشنطن ضد إدارة ترمب، أم سينجح الرئيس الأميركي في تحطيم خصومه ووأد التمرد في مهده حتى لا تنفتح شهية المعارضين؟

تحول استراتيجي

منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، استهدفت إدارته عدداً من أقوى المؤسسات داخل الولايات المتحدة بما في ذلك شركات محاماة ومؤسسات إعلامية وجامعات مرموقة، إذ كانت الحكومة الأميركية تخيرهم بين إبرام صفقة مع البيت الأبيض أو اختيار خوض معركة قد تسبب لهم خسائر كبيرة.

كان رد الفعل الأولي لبعض المؤسسات على الهجوم السياسي لترمب هو محاولة استرضائه، وقرر عدد من شركات المحاماة المرموقة التوصل إلى تسوية مع البيت الأبيض للحفاظ على قدرتها على العمل مع الحكومة، ورضخت جامعة كولومبيا أمام التهديد بإلغاء 400 مليون دولار من الدعم الفيدرالي.

لكن على رغم نجاح ترمب في انتزاع تنازلات هائلة من خلال التهديدات والدعاوى القضائية والإكراه، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة اختار بعض خوض معركة قانونية مع الرئيس مثل بعض شركات المحاماة وأقدم وكالة أنباء (أسوشيتد برس)، ثم جاء رفض أقدم جامعة داخل البلاد والأغنى في العالم الرضوخ لضغوط الإدارة، ليكون ذلك بمثابة تحول استراتيجي ينذر بمزيد من الصراع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وبخاصة بعد أن اكتسب موقف هارفرد قوة كبيرة حينما دعمت موقفها جامعات النخبة وقيادات سياسية وإعلامية، نظراً إلى المكانة العلمية والثقافية للجامعة التي يبلغ عمرها الآن 388 سنة.

حرب واسعة

لكن لا يبدو أن الرئيس ترمب يبدي أي قدر من التساهل مع الجامعات التي استهدفتها إدارته خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في إطار سعيها إلى القضاء على ما تصفه بمعاداة السامية المتفشية في الجامعات، إلى جانب اتهام الجامعات بترويج الماركسية وأيديولوجية اليسار الراديكالي، وتشجيعها سياسة الاستيقاظ وجهودها لتحقيق التنوع والمساواة والشمول في التعليم العالي، ولهذا علقت الوكالات الفيدرالية مئات الملايين من الدولارات من الأموال المخصصة للأبحاث داخل عدة جامعات، بما في ذلك كولومبيا وبراون وكورنيل وبنسلفانيا ونورث وسترن وأخيراً جامعة هارفرد.

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدءاً من جامعة كولومبيا، واصلت إدارة ترمب انتقادها الجامعات في جميع أنحاء البلاد بسبب تعاملها مع حركة الاحتجاج الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، التي هزت الجامعات العام الماضي في أعقاب الهجوم الذي قادته "حماس" داخل إسرائيل عام 2023 والهجمات الإسرائيلية اللاحقة على غزة. وفي آخر منشور للرئيس، قال إنه يدرس إنهاء إعفاء جامعة هارفارد من الضرائب إذا استمرت في الترويج لما وصفه بالمرض السياسي والأيديولوجي والإرهابي، على رغم أن قانون الضرائب الأميركي يعفي معظم الجامعات من ضريبة الدخل الفيدرالية باعتبارها أغراضاً تعليمية عامة، ورد بعض الأساتذة والطلاب بأن الاحتجاجات تخلط ظلماً بمعاداة السامية كذريعة لهجوم غير دستوري على الحريات الأكاديمية.

قوة قاهرة

وتأتي قوة ترمب ونفوذه الطاغي من التمويلات الفيدرالية الحكومية التي تتلقاها الكليات والجامعات كل عام، وتصل إلى عشرات المليارات من الدولارات حالياً مقارنة بنحو 3.4 مليار فقط عام 1970، وهي ممارسة بدأت خلال فترة قريبة من الحرب العالمية الثانية بهدف تعزيز البحث الطبي والابتكار والمساعدات المالية للطلاب، مما جعل الجامعات تعتمد على التمويل المستمر.

ولهذا سارعت الجامعات بالشكوى من التأثيرات السلبية التي يسببها تجميد التمويل للجامعات من توقف العمل وإلغاء العقود، وترك الطلاب في حال من عدم اليقين، لكن الأكثر خطورة هو تعريض الدراسات والأبحاث الطبية للخطر مثل أبحاث مكافحة أمراض السرطان والسكري والسل وألزهايمر وباركنسون، ويتوقع أن تؤثر الخفوض على عدد من المستشفيات التابعة للجامعات.

وينسحب التأثير في تهديد أبحاث علمية وهندسية داخل جامعة كورنيل، تشمل البحث في مواد جديدة لمحركات الطائرات النفاثة وأنظمة الدفع، وشبكات المعلومات واسعة النطاق والروبوتات والموصلات الفائقة، واتصالات الفضاء والأقمار الاصطناعية وأبحاث أخرى داخل جامعة نورث وسترن في مجال الروبوتات وتكنولوجيا النانو. وأوضحت جامعة بنسلفانيا أن أعضاء هيئة التدريس في سبع جامعات مختلفة تأثروا.

بداية الأزمة

في أواخر الأسبوع الماضي، كان مسؤولو جامعة هارفارد يحاولون فهم ما أرادت إدارة ترمب من الجامعة فعله لمكافحة معاداة السامية، إذ قدمت الحكومة بعض المطالب الواضحة مثل إلزام الجامعة بحظر ارتداء الأقنعة، التي غالباً ما يفضلها المتظاهرون، لكن خلال وقت متأخر من ليل الجمعة أرسلت الحكومة الفيدرالية إلى هارفرد خمس صفحات من المطالب الجديدة، التي من شأنها إعادة هيكلة سياسات الجامعة وعمليات القبول والتوظيف، وأعضاء هيئة التدريس والحياة الطلابية.

لم يستغرق الأمر من هارفارد سوى أقل من 72 ساعة لرفض المقترحات وإظهار التحدي الأبرز من قبل جامعة منذ أن بدأ الرئيس ترمب الضغط على التعليم العالي للتوافق مع أولوياته السياسية، فقد حسم قادة هارفرد أمرهم بعد أن وجدوا أن ما تقترحه الحكومة يمثل تهديداً خطراً لاستقلال الجامعة، التي تتمتع بقوة مالية وسياسية هائلة تمكنها من الدخول في مواجهة مع واشنطن، وبعد أن شاهدوا جامعة كولومبيا وهي تترنح مع تزايد مطالب إدارة ترمب،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ ساعتين
قناة العربية منذ ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات
قناة العربية منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 17 ساعة