قدم صندوق النقد الدولي نظرة متشائمة إزاء نمو اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العامين الجاري والمقبل، وذلك للمرة الثانية على التوالي هذا العام، في ظل تراجع متوقع لآفاق الاقتصاد العالمي، تأثراً بتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية والتعريفات المضادة لها، والضبابية التي فرضتها على الأوضاع التجارية.
يتوقع الصندوق في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لشهر أبريل نمو اقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2.6% في العام الجاري و3.4% في العام المقبل، ما يشكل خفضاً بواقع 0.9 نقطة مئوية و0.5 نقطة مئوية على الترتيب، عن تقديراته الصادرة في مستهل العام الجاري.
كان الصندوق قلص تقديراته لنمو المنطقة أيضاً في يناير الماضي مقارنة مع توقعاته الصادرة في أكتوبر من العام الماضي. وبحسب الأرقام الصادرة عن الصندوق، نما اقتصاد المنطقة 1.8% في العام الماضي.
تتناقض النظرة السلبية للمنطقة، مع توقعات حديثة قدمتها مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في فبراير الماضي، حين قدرت انتعاش النمو في المنطقة إلى نحو 3.6% في 2025 مدفوعاً بتعافي إنتاج النفط وانحسار الصراعات في المنطقة، لكنها قالت حينئذ إنه وعلى غرار الاقتصاد العالمي، فإن نظرة الصندوق المستقبلية للمنطقة في الأجل المتوسط ما زالت تشير إلى نمو أضعف مقارنة مع فترة ما قبل الجائحة.
أسعار النفط
تأتي التوقعات الخاصة باقتصاد المنطقة تزامناً مع تقديرات الصندوق لتراجع متوسط سعر النفط 15.5% في العام الجاري، و6.8% في العام المقبل، مما سيؤثر إيجاباً على الدول المستوردة، وسلباً على تلك المصدرة. يُتوقع نمو اقتصاد الدول المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، التي تضم من بينها السعودية والإمارات والعراق والجزائر وقطر، 2.6% في العام الجاري ترتفع إلى 3.1% في العام المقبل.
في المقابل، يرى الصندوق وتيرة نمو أقوى في الدول المستوردة، ومن بينها مصر والمغرب وتونس والأردن، عند 3.6% في 2025 تزيد إلى 4.1% في 2026.
تنتج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 35% من صادرات النفط العالمية و14% من صادرات الغاز بحسب تقديرات الصندوق الصادرة في 2024. وتمثل عائدات النفط رافداً أساسياً لميزانيات الحكومات في المنطقة بالدول المنتجة للخام.
يستخدم الصندوق متوسطاً لسعر النفط يستند إلى خامات برنت ودبي وغرب تكساس الوسيط الأميركي. يرى الصندوق أن متوسط سعر النفط بالدولار للبرميل، بناء على أسواق العقود المستقبلية، يبلغ 66.94 دولار في 2025 و62.38 دولار في 2026.
مخاوف نمو المعروض وتباطؤ الطلب الصيني
بحسب الصندوق، تراجعت أسعار النفط 9.7% بين أغسطس 2024 ومارس 2025، إذ عوضت مخاوف الحرب التجارية، والنمو القوي للإمدادات من خارج أوبك+، وتخفيف إمدادات تحالف أوبك+، أثر المخاطر المستمرة منذ مدة على صعيد الإمدادات. وقال الصندوق إن أسعار النفط تراجعت بشدة في أوائل أبريل، في ظل تصاعد التوترات التجارية، مما عزز التوقعات السلبية في الأصل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg
