أزمة تتصاعد.. مقاومة خيالة نزلة السمان لمشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة

في أول أيام التشغيل التجريبي لمنظومة الأهرامات الجديدة (8 نيسان/ أبريل 2025)، فوجئ المتواجدون بمنطقة الأهرامات بقطعِ الخيالة والجمّالة، الطريق أمام حافلات السياح ومنع مرورهم، في محاولة أثارت استياءً حكومياً وجدلاً واسعاً.

ورغم تأكيد وزارة السياحة والآثار، في بيان لها، سلامة سير المنظومة وتدارك محاولات "بعض" الخيالة إعاقة حركة سير الحافلات، وإعادتهم إلى المكان المخصص لهم مرة أخرى، خرجت شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية، القائمة على عملية تطوير وتشغيل منظومة الأهرامات الجديدة، لتُشدد على أن المشروع يرتكز في الأساس على نقل أصحاب الدواب إلى مكان آخر مُخصص لهم، يُعرف باسم "منطقة التريض" بتكليف من الحكومة.

ووجه بيان أوراسكوم، اتهاما صريحا للجهات المسؤولة عن مشكلة الخيالة؛ لتساهلها في عدم اتخاذ قرارات تنفيذية "حاسمة" ضدهم تحفظ سير المشروع، نزولاً عند ضغط ورغبة أصحاب الدواب، بل حملتها مسؤولية أي خطوات من شأنها إفشال المشروع مستقبلاً.

خلال جولة ميدانية لـ DW عربية، بعد 10 أيام من البدء التجريبي للمشروع، لاحظنا عدم انتقال الخيالة إلى منطقة التريض أو الالتزام بالمسارات المُخصصة لهم والتي أكدت وزارة الآثار إعادتهم إليها، كما رصدنا تجمعهم في مناطق سير السياح، لاسيما بين الهرمين الشهيرين "خوفو وخفرع" بجوار تمركز الحافلات التابعة للمشروع الجديد.

لكن الخيالة وأصحاب الجمال والكارتات، يعتبرون قرار نقلهم إلى منطقة "التريض" البعيدة داخل الصحراء بمثابة "منفى" لهم. ووفق حديث DW عربية مع ثلاثة منهم، فإنه يصعب التزامهم بهذه الخطوة التي تعني القضاء على مصدر دخلهم الوحيد.

يقول أحدهم ويدعى محمد السيد، إنهم لا يمانعون تطوير منطقة الأهرامات، لكن الجهات القائمة على التطوير لم تضعهم في الحُسبان، وترغب الآن في نقلهم إلى منطقة بعيدة يصعب فيها أداء عملهم.

بمجرد التجول في المنطقة يُهرول أصحاب الخيول والجمال في اتجاهك، ويواصلون إلحاحهم وعروضهم من أجل ركوب دوابهم نظير مقابل مادي تدفعه إليهم يبدأ من 100 جنيه مصري للمواطن المحلي مُقابل جولة بين الأهرامات الثلاثة. وهو الأمر الذي حدث معنا، ومع آخرين من السائحين والزوار، وفق ما رصدته DWعربية.

السلوك السابق، "يُخيف السائحين، ويزيد المخاطر بجعلهم عُرضة للسرقة والإصابات الجسدية"، وفق حديث خالد طه، مُرشد سياحي لـ DWعربية، مشيرًا إلى تكرار شكاوى الوفود السياحية التي صاحبها خلال السنوات الأخيرة من أصحاب الدواب، فضلاً عن انتشار الرائحة الكريهة لروث الخيول والجمال بجانب الجبانات والمعابد في محيط الأهرامات، وهو أمر مُنفِر للسياح.

يرى خالد طه، المُصاحب لوفد سياحي روسي، أن نقل أصحاب الدواب إلى منطقة "التريض" واحد من أهم القرارات المُتخذة لتطوير المنطقة، ولا يعتبر ذلك مُقيداً لمصدر رزقهم، على أساس أن الراغبين من السياح في ركوب هذه الدواب سيسأل عن منطقتهم المخصصة ويتجه إليها.

الشركة المطورة للمشروع تتمسك بمنع الخيالة في نظر شركة أوراسكوم بيراميدز، فإن منطقة الأهرامات عانت من الإهمال وسوء السمعةخلال السنوات الأخيرة بفعل أصحاب الدواب، ولا تُحَل المشكلة بنقلهم إلى منطقة "التريض" المخصصة لهم فقط، بل بمنع دخولهم إلى منطقة الأهرامات بالكامل، وهو ما عبر عنه صراحةً مالك الشركة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس.

بعد يوم من التشغيل التجريبي للمنظومة الجديدة، نشر ساويرس عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"،تغريدة قال فيها إن "الحل في إلغاء الجمال والدواب من المنطقة الأثرية حفاظًا على الأهرامات وسمعة السياحة". ويرى ساويرس أن "الصالح العام أهم من ألفي شخص ظلوا سنين يسيئون لبلدهم".

يعود مشروع تطوير المنطقة الأثرية إلى عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 2009، وكان من المُخطط الانتهاء منه في عام 2012، إلا أنه توقف بسبب الأحداث السياسية التي مرت بهامصر، قبل أن يُستأنف العمل في المشروع عام 2016، بعدما استحوذت عليه شركة أوراسكوم بيراميدز.

وبموجب العقد بين أوراسكوم بيراميدز والحكومة المصرية، تنال الأخيرة 50 بالمئة من أرباح الشركة، بالإضافة إلى كامل إيرادات تذاكر الدخول إلى الأهرامات، في الوقت الذي ضخت فيه الشركة استثمارات قاربت من 1,5 مليار جنيه مصري، وفق ما أعلنه المهندس عمرو جزارين رئيس مجلس إدارة الشركة، في منشور عبر حسابه بمنصة فيسبوك، في 9 نيسان/ أبريل.

اعتمد مشروع التطوير على تقسيم المنطقة ومجالها الأثري إلى ثلاثة نطاقات، تشمل تطوير مداخل المنطقة الأثرية ونقل بوابتها الرئيسية إلى طريق الفيوم بدلاً من المدخل القديم "مينا هاوس، وتأهيل الطرق، وإنشاء مركز للزوار، ومنطقة للتريض خارج السور الأمني على مساحة 18 كم مخصصة لركوب الخيل والجمال، واستخدام سيارات كهربائية صديقة للبيئة لنقل السائحينبدلًا من سياراتهم الخاصة بهدف حماية لآثار.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة DW العربية

منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة يورونيوز منذ 16 ساعة
قناة العربية منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 20 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 16 ساعة
قناة العربية منذ 6 ساعات