يُعد التواصل أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لنونو إسبريتو سانتو، سواء كان ذلك من خلال التحدث إلى لاعبي فريقه، أو عزف الموسيقى، أو ركوب الخيل. إن الرسائل البسيطة والواضحة تجعل العمل مع المدير الفني لنوتنغهام فورست أمراً سهلاً، لأن الجميع يعرف ما هو مطلوب منهم داخل الملعب وخارجه.
لكن المكان الوحيد الذي لم تنجح فيه أساليب نونو هو توتنهام، الذي عاد إليه المدير الفني البرتغالي، يوم الاثنين الماضي، مع فريقه نوتنغهام فورست، الذي ينافس على احتلال أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ويستعد لخوض مباراة الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي. لم يكن المدير الفني البرتغالي الخيار المناسب لتوتنهام، حيث استمر على رأس القيادة الفنية للسبيرز لمدة أربعة أشهر فقط، قبل إقالته، لكنه لم يعد لمواجهة فريقه السابق بغرض الانتقام، فوضع الفريقين في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز كفيل بأن يثبت أن نونو مدير فني قدير بعدما ترك بصمة كبيرة على أداء ونتائج نوتنغهام فورست.
لقد عمل نونو مع أندية ريو آفي وفالنسيا وبورتو وولفرهامبتون، وهو ما أتاح له الفرصة لقيادة نادٍ كبير في الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى الرغم من فشله مع توتنهام، فإنه وأفراد طاقمه التدريبي تعافوا من الإحباط وخيبة الأمل وقادوا نوتنغهام فورست إلى الاقتراب من التأهل لدوري أبطال أوروبا. وخلال مسيرته التدريبية، تعلم نونو أن يوازن جيداً بين جوانب شخصيته بالشكل الذي جعله قائداً ملهماً: فهو شخص دقيق، وهادئ تحت الضغط، لكنه قادر على إطلاق العنان لمشاعره، مدعوماً بثقته الكبيرة في نفسه. وينبع كل هذا من رغبته الهائلة في تحقيق الفوز وكراهية الخسارة. ومنذ البداية، تقبل فكرة أن يتولى الفرق الأضعف حظاً، فنجح على سبيل المثال في قيادة ريو آفي البرتغالي إلى التأهل للمنافسات الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه.
يقول المصري أحمد حسن، مهاجم ريو آفي السابق: «كان نونو واثقاً وطموحاً للغاية، وقد شعر الجميع بحماسه وطاقته. إنه يمتلك أسلوباً رائعاً في تحفيز اللاعبين، وهذه واحدة من أبرز سماته. لديه فلسفة واضحة، ويعمل بجدية كبيرة ويتوقع الشيء نفسه من اللاعبين. أحببتُ كثيراً خطاباته قبل المباريات، فهو يحاول أن يحرك مشاعرك ويملأك بالحماس. إنه يجعلك تشعر برغبة شديدة في اللعب بكل قوة وحماس، لأنك بعد خطابه تشعر بقشعريرة في جسمك».
قد يبدو نونو وكأنه شخص متحمس دائماً. ولكي يشعر بالهدوء والاسترخاء، فإنه يعزف على الهاندبان، وهي آلة موسيقية هادئة تُستخدم غالباً أثناء التأمل، وقد عُرف عنه استعراض مواهبه الموسيقية أمام زملائه، وهو الأمر الذي ألهم أحدهم لشراء هذه الآلة. وعلاوة على ذلك، يمتلك نونو حصانين، وهو فارس شغوف، يستغل وقت فراغه لركوبهما فوق حواجز القفز.
لطالما كان نونو معجباً بكرة القدم البريطانية. وعلى الرغم من أنه لم يلعب في إنجلترا، فقد حصل على دوراته التدريبية من أسكوتلندا، وكان يحلم دائماً بالتدريب في إنجلترا، وقد تحقق له ذلك عندما تولى قيادة وولفرهامبتون عام 2017، بفضل مساعدة مستشاره خورخي مينديز.
ومنذ الأيام الأولى له في عالم التدريب، كان نونو يعتمد على الدفاع القوي وشن هجمات مرتدّة سريعة، معتمداً على مهارة ديوغو جوتا وهيلدر كوستا وروبن نيفيس لحسم المباريات مع وولفرهامبتون. لم يتغير الأمر كثيراً، لكنه الآن يعتمد على أنتوني إيلانغا ومورغان غيبس وايت وكالوم هدسون أودوي، الذين يصنعون الفارق مع نوتنغهام فورست. وعندما فاز وولفرهامبتون بلقب دوري الدرجة الأولى عام 2018، حسم الفريق 14 مباراة بفارق هدف واحد. ونادراً ما كان الفريق يحقق انتصارات بفارق عدد كبير من الأهداف.
يريد نونو من لاعبيه أن يعملوا بشكل جماعي. من المؤكد أن الموهبة تلعب دوراً كبيراً، لكن شخصية اللاعب لا تقل أهمية عن مهارته. يقول مدافع وولفرهامبتون السابق ريان بينيت: «كانت الأجواء داخل النادي رائعة للغاية. وفي كل يوم، كان اللاعبون يصافحون المدير الفني والعاملين في النادي. قد تبدو هذه الأشياء الصغيرة غير مهمة، لكنها هي من أسهمت في أن تكون الأجواء رائعة داخل النادي».
كان الجميع يتناولون الطعام معاً في ملعب تدريب السير جاك هايوارد. كان العاملون يجلسون على طاولة طويلة، واللاعبون يجلسون على طاولة أخرى. وكانت مهمة قائد الفريق، كونور كودي، هي أن يطلب الطعام للاعبين، ولم يكن بإمكان أي شخص أن يغادر قبل أن ينتهي آخر شخص من وجبته. وقد نجحت هذه المحادثات في غرفة الطعام في بناء صداقات متينة وطويلة الأمد.
عندما ينضم لاعب جديد للفريق، وخاصة من خارج إنجلترا، يبذل نونو جهداً إضافياً لضمان استقرار الأمور خارج الملعب حتى يتمكن هذا اللاعب من تقديم أداء جيد، وهو الأمر الذي استفاد منه اللاعب المصري أحمد حسن. يجيد نونو الحديث.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط - رياضة



