Egypt national football team unstick
Share this video
Copy
Pause
Play
00:00
% Buffered 0
Previous
Pause
Play
Next
Live
00:00 / 00:00 Unmute
Mute
Settings
Exit fullscreen
Fullscreen
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Back
Default
English
Espa ol
Share
Back
Facebook
Twitter
Linkedin
Email
Vidverto Player
يَصطدمُ المثقّفُ العربيُّ اليوم بجدارٍ من المتغيّرات الاجتماعيّة والثقافيّة والحياتيّة التي تعصف بالواقع من كلّ جوانبه منذ سنوات عدّة، إن لم يكُن منذ عقود، ويُواجه تحدّياتٍ كبيرة ومتشعّبة، والكثيرَ من العوائق التي تَعترض طريقَ النهضة والتقدّم، إضافةً إلى أشكالٍ مختلفة من المشكلات والإحباطات والظروف الصعبة التي تحول دون إيجاد أيّ حلول، أو بوّاباتٍ للخروج من النَّفَقِ المُظلِم.
لذلك يُسارِع المثقّفُ العربيُّ بين الحين والآخر للّجوء إلى التغنّي بأمجاد الماضي وكنوز التراث، ويَستذكر إنجازات العرب وإسهامات العلماء في الحضارة الإنسانيّة، بينما يعود إلى المحطّات المُشرقة بالتاريخ العربيّ في محاولةٍ لرفْع الأنقاض عن الطرق التي تفضي إلى الحقيقة، وتخفيف وطأة الواقع الصعب، والتشبّث بالهويّة والتراث كبديلٍ للإجابة عن الأسئلة الشائكة التي تدور حول القضايا والأحداث الرّاهنة.
من هنا نشهد تأثير الصراع المتواصل بين موقفَيْن: الأوّل يريد القطيعة مع الماضي، والثاني لا يزال متمسّكا بالإرث الماضوي والحضاري كمُنطلقٍ لاستعادةِ دَور الأمّة ومَكانة العرب ومُنجزاتهم التاريخيّة والحضاريّة. وقد شكَّل هذا الصراع سدّا منيعا حول استكمال المشروع الفكريّ الذي انطلقَ في بدايات القرن الفائت، وحقَّق نقلةً مهمّة في إيقاظ الوعي وتحرير العقل بعد قرونٍ من التهميش والسبات.
مائدة المصلحة
لكنّ هذا المثقّف، الذي قادَ حركة النهضة العربيّة، تراجَعَ دَورُهُ لحساب قطاعاتٍ أخرى في المجتمع، وتحوَّل من شريكٍ أساسيّ في عمليّة الوعي والتغيير إلى بديلٍ عن الحزب السياسيّ، الأمر الذي أدّى إلى المزيد من الخيبات والانكسارات، وقد تناولها الروائيّ الراحل عبد الرّحمن منيف في رواياته من خلال رصْد حالة الانكسار واليأس بالنسبة إلى المثقّف، بينما توقَّف الناقد الدكتور جابر عصفور في كتابه «أوراق ثقافيّة: ثقافة المستقبل ومستقبل الثقافة» عند موقع المثقّف العربيّ والتحدّيات غير المسبوقة التي يُواجهها في المستقبل، وفي ظلّ العولمة والمتغيّرات الجديدة.
على الرّغم من ذلك، يَبذل المثقّف اليوم جهودا كبيرة في خدمة الثقافة والأدب والإبداع والفنّ، وفي إيجاد الفُرص واقتناصها من أجل صنْع التغيير وتحرير العقل، لذلك لم يتوانَ لحظة عن حمْلِ همّ المجتمع وتطلّعات الشعوب، ولم يَفقد اندفاعه في إثراء المكتبة العربيّة بالعديد من المؤلّفات والإبداعات والأفكار الخلّاقة التي من شأنها أن تُحدِثَ تغييرا جوهريّا في المجتمعات. إنّها جهود مميّزة تعكس الجدّية والإرادة والطموح في كسْرِ جمود الواقع وتغييره، وفي البحث عن نافذةٍ للأمل والحلم، سواء كانت هذه الأفكار امتدادا للإرث الفكريّ والحضاريّ للعرب أم كانت وليدة تجارب تُحاكي العصر وهمومه ومتغيّراته، فهي في الحالتيْن تنشد الخلاصَ الإنساني، وتَشحذ الهِمم وتُغذّي العقل والروح، وتلامس الآلام والجراحات في أشكالٍ أدبيّة وفنيّة مختلفة.
لذلك يقول إدوار سعيد في كتابه «صور المثقّف»:
«جسَّدَ العديد من الروائيّين والرسّامين والشعراء، أمثال مانزونين أو بيكاسّو أو نيرودا، التجربة التاريخيّة لشعوبهم عبر آثارٍ أدبيّة أو فنيّة جماليّة، وفي اعتقادي أنّ مهمّة المثقّف تتمثّل في جعْل الأزمة شموليّة، وإعطاء معاناة عرقٍ معيّن أو أمّة معيّنة حيّزا إنسانيّا أرحب، وربْط تلك التجربة بآلام الآخرين».
إنّ تعدّد المواقف لا يعني الانتقاصَ من مكانة الفكر والثقافة والجهود المبذولة، بل هو إثراء للتجربة العربيّة الحقيقيّة بعلومها وآدابها وفنونها، وتتويجا لروح التعاون والمبادرة والمثابرة التي من المُمكن أن تَفتح آفاقا أوسع لابتكار الحلول المناسبة والعادلة، فضلا عن اللّحاق بالتطوّر العالميّ مع الحفاظ على الهويّة والخصوصيّة واللّغة. هذه المواقف جعلتِ المثقّفين يُحاربون على جبهاتٍ عدّة انتصارا للكلمة والفكر والحريّة والتسامُح والعدالة. فبعدما شهدَ التاريخ فاعليّةَ الأدوار التي لَعِبَها المثقّفون في كلّ مراحل التغيير العربيّ منذ قَرن، لاحظْنا بعد هزيمة 67 أنّ هذا الدَّور قد غاب، وتعرَّض لعمليّةِ تهميشٍ مدروسة، جَعَلَتْهُ يُساير الواقع المُثقَل ويُهادِن السلطةَ ولا يُقاوم لأجل الإصلاح.. من هنا قال عبد الرّحمن مُنيف: «إنّ الثقافة العربيّة اليوم في مأزق وعند مفارق طُرق، المأزق ناشئ من حيرة الثقافة أو ربّما من شعورها بالعجز»، وهذا ما يَدفعني لأن أسأل: هل نحن فعلا بحاجة إلى مشروع ثقافيّ جديد لاستعادة مَكانة العرب التاريخيّة؟ هذا المشروع، في اعتقادي، لا يُمكن أن يُكتب له النجاح إذا لم يَستوعب كلّ هذه المواقف القديمة والجديدة، وأن يستفيد من الأطروحات والنقاشات السابقة، على أن يتّخذ موقفا جامِعا، تنضوي تحت لوائه الاتّجاهات والآراء والنظريّات كافّة من دون إقصاءٍ لأيٍّ منها، أو استبعادٍ للرأي المُخالِف، وبالتالي يجلس الجميع معا على مائدة المصلحة الثقافيّة الوطنيّة، وفي حضرة القيَم والجهود والعطاءات والإسهامات التي تَخدم المشروع وتصون مُخرجاته. هل يملك المثقّفون سلطانا؟
قد قمتُ برصْدِ دَور المثقّفين في كتابي الصادر عن الهيئة المصريّة العامّة للكتاب تحت عنوان «قبضة جمر»، وقلتُ: ليس بالضرورة إنّنا نُحمّل المثقّفين مسؤوليّة ما وصلتْ إليه الحال اليوم، وليس من العدل أن يُتّهموا بالتقصير واللّامبالاة والمُهادنة. نعم لقد فَرضتِ الظروف السياسيّة التي عصفت بالوطن العربي وقائعَ مغايرة ومعادلاتٍ صعبة، جَعلتِ المثقّفين يقفون على الهامش، لا آذان مصغية لأصواتهم، ولا مجتمعات تلتفت إلى آرائهم،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
