دعوها فإنها منتنة

النعرات القبلية على مدى العصور موروث بغيض، تُولّد الكره والبغض، وتُلقي بظلالها السلبية على المجتمعات، فتصبح سبباً في تفكك النسيج الاجتماعي وتقسيم المجتمع إلى شرائح تعزز من الشعور بالعداء والغربة بين أفراد المجتمع الواحد، وتقلل من الروح الجماعية والتعاون، وتولّد الصراعات والنزاعات في المجتمع الواحد فتضعفه وتدمره داخلياً.

وتسببت النعرات القبلية في مختلف العصور في العديد من النزاعات والحروب، وأججت التمييز والعنصرية بين أفراد المجتمع بعد أن حولت ولاء الأشخاص نحو قبيلتهم دون وطنهم، وأسهمت النعرات على مدى التاريخ في حدوث التقسيمات الداخلية داخل المجتمعات والأوطان.

حزم وردع ضد مثيري النعرات

في حزم ردع، ورصد دائم لكل ما يهدد نسيج المجتمع ويمس النظام العام، ألقت شرطة محافظة الدوادمي بمنطقة الرياض القبض على شخصٍ؛ لنشره محتوى مرئياً من شأنه المساس بالنظام العام، وإثارة النعرات القبلية، والإساءة لإحدى المناطق، وجرى توقيف المتهم، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وإحالته إلى النيابة العامة.

وفي واقعة أخرى، قبضت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض على 10 مواطنين لتوثيقهم ونشرهم محتويات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن الدعوة للتجمع في مقهيين؛ ما نتج عنه إثارة نعرات قبلية بين عدد من الأشخاص.

وكشف الأمن العام تفاصيل القبض عليهم؛ إذ تم الإعلان في البداية عن ستة أشخاص وإعلان القبض عن أربعة أشخاص آخرين كان لهم دور في هذا التجمع. وجرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، وإحالتهم إلى الجهة المختصة.

وواصلت الجهات الأمنية حزمها ضد محاولات تفكيك المجتمع وتهديد الوحدة الوطنية والسلم المجتمع، فأعلنت وزارة الداخلية، القبض على سبعة مواطنين، وإحالتهم إلى النيابة العامة، وذلك لارتكابهم جرائم مُهددة للوحدة الوطنية والسلم والأمن المُجتمعي بنشر مشاركات مثيرة للتعصب القبلي المقيت والبغضاء والكراهية في المجتمع.

وحذرت وزارة الداخلية من كل ما من شأنه المساس بالنظام العام، وأكدت أن الجهات الأمنية تقف بحزم أمام كل من يحاول النيل من اللُّحمة الوطنية بإثارة النعرات القبلية المقيتة، وأن الجزاء الرادع سيكون مصيره.

ونبّه الخبير الأمني مدير عام المرور سابقاً اللواء متقاعد سلمان معيوض الجميعي، من خطر المساس بأمن الوطن عبر النعرات القبلية والتفرقة واحتكار الآخرين التي تقود إلى تدمير الأوطان.

وشدد على أن النعرات القبلية تقوم على مفهوم التمييز، وتهدف إلى التفرقة والعرقيات المجتمعية، وهي مرفوضة شرعاً وعقلاً واجتماعياً، مضيفاً: لا شك أنها تهدد الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والوطني وتعطّل التنمية والبناء للمجتمع إنْ ساد فيها التفرقة والبغض والتنافر؛ لذا تجد الدول تحرص على مكافحة النعرات القبلية، ومنعها، ومعاقبة مرتكبيها بموجب الأنظمة والقوانين.

وأكد اللواء الجميعي ضرورة الحفاظ على مكون الشعب السعودي ووحدته، وتعزيز الوحدة الوطنية، ورفض النعرات القبلية، ونصّت المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم على أن تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفُرقة والفتنة والانقسام.

وأردف مما يجب علينا المحافظة عليه هي اللّحمة الوطنية ونبذ كل سبيل أو طريق لفكّها أو حلّها، ولقد منّ الله علينا بأن جمع قلوبنا وأفئدتنا على الطاعة لله ورسوله ثم لولاة أمر هذه البلاد المباركة، الذين حرصوا على نبذ كل ما يمس أمن الوطن من ظواهر وأفعال فكانوا خير من يمقت العصبية القبلية والنعرات والعنصرية، لتنهض الأمة ويتقدم الوطن، ونحن نرى بلاداً غيرها تموج بها الفتن والفُرقة والاستبداد وانعدام الأمن.

واختتم اللواء الجميعي حديثه بأن العصبية القبلية دعوى جاهلية، إذا فشت في بقعة فإنها تتسبب في تفتيتها، وإذا أراد أعداء أي بلد أن ينالوا منه، فإنهم.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة عكاظ

منذ 3 ساعات
منذ 48 دقيقة
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 11 ساعة
صحيفة سبق منذ 18 ساعة
صحيفة سبق منذ 3 ساعات
صحيفة المدينة منذ ساعتين
صحيفة الاقتصادية منذ 16 ساعة
صحيفة سبق منذ ساعة
صحيفة عاجل منذ 6 ساعات
صحيفة البلاد السعودية منذ 8 ساعات
صحيفة سبق منذ 13 ساعة