الحلقة الثانيةأ. د. محمد حتاملةكانت شبه الجزيرة الأيبيرية الواقعة في أقصى الطرف الجنوبي العربي من قارة أوروبا قد خضعت قبل مجيء المسلمين إليها لشعوب كثيرة، فقد تعاقب عليها الفينيقيون والإغريق والقرطاجيون والرومان والندال والآلان والسويف والقوط الغربيون. وكانت المنازعات الدينية والخلافات الكثيرة بين الأمراء من القوط الغربيين تعصف بشبه الجزيرة، ثم انشقت البلاد على نفسها بين رجال الدين والنبلاء، ولم ينقذها من هذا التخبط سوى المسلمين الذين بادروا إلى فتحها على يد طارق بن زياد وموسى بن نصير في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان 86-96هـ / 705 – 713م. بدأ فتح شبه الجزيرة الأيبيرية التي سماها المسلمون الأندلس سنة 92هـ/711م، وتعاقب عليها بعد الفتح نحو عشرين واليا وذلك خلال الفترة من 95-138هـ/714-756م. وفي عهد هؤلاء الولاة عقدت أول معاهدة صلح بين المسلمين في الأندلس والنصارى، وتم توقيعها من الجانبين سنة 94هـ/713م بين عبد العزيز بن موسى بن نصير وتدمير بن عبدوس حاكم ولاية تدمير التي تسمى باسمها، وقد نصت هذه المعاهدة على أن لتدمير «عهد الله وميثاقه، وما بعث به أنبياءه ورسلة، وأن له ذمة الله عز وجل، وذمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا يقدم له ولا يؤخر لأحد من أصحابه بسوء، وأن لا يسبون ولا يفرق بينهم وبين نسائهم وأولادهم، ولا يقتلون ولا تحرق كنائسهم، ولا يكرهون على دينهم...».لقد فتح المسلمون معظم أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية خلال فترة وجيزة، وتجاوزوها إلى جنوبي فرنسا، ولم يتوقفوا إلا قرب بلدة سانس Sens على بعد ثلاثين كيلومترا جنوب باريس. واجتازت قواتهم نهو اللوار، وشارفوا على ضفاف نهر السين وذلك خلال سنتي 112و113هـ/730 و731م. ويؤكد بعض المؤرخين الأوروبيين أن العرب المسلمين.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية
