في خطوة ثقافية لافتة تسلّط الضوء على منطقة غنيّة بالتعدد اللغوي والثقافي، وتجمع بين التراث الأفريقي والأوروبي والأميركي اللاتيني، اختار معرض أبوظبي الدولي للكتاب دول الكاريبي لتكون ضيف شرف دورته الرابعة والثلاثين لعام 2025، ويأتي هذا الاختيار ضمن رؤية المعرض الرامية إلى الاحتفاء بثقافات العالم وتعزيز جسور التبادل المعرفي مع الشعوب، متيحاً لزوّاره فرصة استثنائية للتعرّف إلى واحدة من أكثر الثقافات حيوية وثراء وأحد أكثر المشاهد الأدبية والفكرية والفنية تنوعاً في العالم، فالكاريبي، بأرخبيله المكوّن من أكثر من 700 جزيرة، ليس مجرد منطقة جغرافية، بل بوتقة ثقافات، حيث تمثل منطقة الكاريبي واحدة من أغنى بقاع العالم ثقافياً، إذ تختزن جزرها المتناثرة في المحيط الأطلسي إرثاً متعدّد الألوان، يعكس قروناً من التلاقي والتصادم بين حضارات العالم القديم والجديد.
وقد شهدت السنوات الأخيرة نمواً في ترجمة الأدب الكاريبي إلى العربية، لا سيما أعمال نايبول، وغليسان، وكوندي، ووالكوت، وجين ريس، وغيرهم.
ومن هنا فإن استضافة الكاريبي هذا العام في أبوظبي ليست مجرد دعوة للاطلاع، بل تثبيت لعلاقة ثقافية كانت تتشكّل بهدوء منذ عقود، فرغم البعد الجغرافي، تتقاطع التجارب الكاريبية والعربية عند مفاصل كثيرة، ما جعل الترجمة أداة فعّالة لمدّ الجسور.
وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في تصريح خاص لـ(الاتحاد): «يُشكّل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أحد دعائم استراتيجية القيادة الحكيمة ورؤاها في تعزيز الثقافة والمعرفة في دولة الإمارات، ويمثّل واجهة معرفية، وتثقيفية، تشجع جميع أفراد المجتمع على الثقافة والمعرفة، كما صار الحدث منارة تعكس الحضور النوعي لإمارة أبوظبي، التي صارت وجهة متفرّدة ذات دور وأثر ريادي وقيادي لحركة التحوّلات المستقبلية على الصعيد الثقافي والحضاري والإنساني، إقليمياً ودولياً، وبات يُشار إلى دورها الرائد في تسليط الضوء على الحضارة العربية، ومكوّناتها الثقافية. واليوم، تمضي أبوظبي في استشراف المستقبل، ومواجهة التحديات، لتستمر حاضرة تنويرية مهمة، تشجع جميع أفراد المجتمع على الثقافة المستدامة، وتناقلها عبر الأجيال».
وأضاف: «اختيار دول الكاريبي لتكون ضيف شرف الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يعزّز مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية تُعنى بالتعريف بمناطق ذات ثراء لغوي وثقافي، وتدعم التنوع الأدبي بعيداً عن الإطار التقليدي الذي يركز عادةً على الثقافات الشهيرة. فضلاً عن تعزيز المكانة الرائدة للمعرض، منصة جاذبة لرواد القطاعات المعرفية من مختلف دول العالم.
وقال الطنيجي: «يترجم شعار هذه الدورة من المعرض «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع» القيمة المعرفية التي نتطلع إليها من خلال هذه الاستضافة، وغيرها من الفعاليات والبرامج. إذ نستقطب ثقافات ما وراء البحار، النابضة بقضايا الإنسان في كل مكان، حيث تكمن أهميتها في مقاومتها الطمس، وتأملها العميق في الهوية، لنصحب الجمهور إلى ضفاف المحيط الأطلسي، حيث الكلمة جسرٌ بين التاريخ والذات، وبين الألم والأمل، ليتعرف إلى ثقافة الآخر، وبالتالي ليرانا هذا الآخر وينقل ثقافتنا».
التبادل الثقافي
وأشار الطنيجي إلى أن طبيعة الشراكات تنسجم مع سعي دولة الإمارات إلى تعزيز صناعة النشر والترجمة،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية





