يتكالب المسوقون لضمّ ستيفن بارتليت إلى منصاتهم لكنه يرى في نفسه القدرة على تنمية إمبراطوريته الإعلامية دون الحاجة لأي شخص آخر. وهو الآن يخوض غمار السوق الأميركية لإثبات ذلك.
الاهتمام بالتفاصيل والاعتماد على الذات صباح يوم اثنين من شهر مارس/آذار، جلس ستيفن بارتليت في الاستوديو الخاص به لتسجيل أحدث حلقة من مدونته الصوتية الشهيرة "مذكرات رئيس تنفيذي"، والتي تحولت إلى برنامج حواري يعد من الأكثر شعبية في العالم، حيث جذب أكثر من 10 ملايين مشترك على يوتيوب و25 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يتفوق عليه من حيث عدد المستمعين في مضمار المدونات الصوتية التي تستضيف الأشخاص سوى جو روغان.
ذاك اليوم، سجّل بارتليت مناظرة بين المؤثر الاقتصادي غاري ستيفنسون ورائد الأعمال دانيال بريستلي، حيث ناقش الاثنان ما إذا كانت ريادة الأعمال قادرة على إنقاذ الطبقة المتوسطة. جذبت الحلقة لاحقًا 3.6 مليون مشاهدة وأكثر من 46 ألف تعليق على منصة يوتيوب وحدها.
كانت المناظرة مثيرة، لكن المحتوى الجذاب ليس إلا جزءًا من سبب مُتابعة الملايين إذ لا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي تلعبه البيانات أيضًا. بذل بارتليت، الذي أطلق شركتين للتواصل الاجتماعي قبل أن يحقق شهرة واسعة في مجال المدونات الصوتية (البودكاست)، مجهودًا كبيرًا في تحسين جوانب البرنامج جميعها. لقد حرص على دقة كل تفصيلة لجذب الانتباه من حيث اختيار الأحرف الكبيرة وعلامات التعجب في عنوان الحلقة ("مناظرة هامة: لقد خدعونا بشأن تعافي الاقتصاد!")، ناهيك عن الإضاءة، وزوايا الكاميرا - حتى حاجبيه المرفوعين في الصور.
يقول بارتليت، البالغ من العمر 32 عامًا: "لم أقابل شبكة بودكاست أو شركة أو تكتل إعلامي واحد في العالم يمكنه مساعدتك في تنمية مدونتك الصوتية باستخدام المنصات الحديثة بالطريقة التي نستطيعها".
وهو ما يحققه بارتليت بالفعل، فقد انطلق البودكاست الخاص به في عام 2017 كهواية سمحت لبارتليت بالدخول إلى عقول الرؤساء التنفيذيين الآخرين، وقد اجتذب البودكاست أكثر من مليار مستمع، بما في ذلك 50 مليون مستمع شهريًا في ديسمبر/كانون الثاني وحده.
وتنوعت قائمة الضيوف بين الكوميدي تريفور نوح وعملاق يوتيوب مستر بيست، إلى جانب مجموعة من الخبراء من مختلف المجالات، بمن فيهم خبراء طول العمر، وخبراء التغذية، ومعالجو الصحة الجنسية.
في عام 2024 - بفضل مزيجه من المحتوى المقنع والنمو الكبير الذي حققه - يقول بارتليت إن الامتياز حقق إيرادات بقيمة 20 مليون دولار من شراكات العلامات التجارية مع علامات تجارية مثل لينكدإن وأوراكل وغيرهما، والشراكات مع المتحدثين، وبيع المنتجات مثل القلنسوات والمجلات ذات العلامات التجارية.
لم يكتف بارتليت، بل يسعى لتحقيق المزيد، ويفعل ذلك معتمدًا على نفسه، خلاف مشاهير البودكاست الذين وقعوا صفقات ضخمة مع شبكات البث (شراكة أليكس كوبر بقيمة 125 مليون دولار مع Sirius XM؛ وصفقة جو روغان بقيمة 250 مليون دولار مع سبوتيفاي).
لا يعود هذا لقلة اهتمامه بارتليت بالصفقات. ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سافر بارتليت من لندن إلى مدينة نيويورك للقاء عدد من أكبر شبكات الإعلام العالمية لمناقشة شراكات محتملة. لم يفصح بارتليت عن هوية المدعوين أو قيمتها، لكن فوربس تُقدّر أنه تلقى عقودًا بقيمة 100 مليون دولار.
لماذا يرفض بارتليت العروض السخية؟ ببساطة، لأنه يؤمن بقدرته على تنمية منصته بشكل أفضل منفردًا. يقول بارتليت: "ما يفعله هؤلاء من حيث الاختبار والتجريب والابتكار درب من دروب الماضي بالنسبة لنا، لقد تخطينا هذه المرحلة بالفعل ونتطلع إلى المستقبل".
لم تكن هذه هي الحال بالنسبة للمدونة في عام 2017 عندما أطلقها بارتليت، الذي اعتمد على تحليلات البيانات والتجريب المستمر نظرًا لقلة شهرته في عالم وسائل التواصل الاجتماعي وقلة متابعيه في ذلك الوقت.
بدأ يختبر جميع عناصر البودكاست بما في ذلك الكلمات الرئيسية، والتعليقات التوضيحية، وعلامات الترقيم، حتى الابتسام في الصور التسويقية (فعادةً ما يكون المظهر الجاد هو الأفضل). وقرر عام 2020 أن يبدأ الاستثمار في العرض. يقول بارتليت إن حلقة عام 2023 مع المدير التنفيذي السابق لشركة غوغل محمد جودت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط
