في حوارها المهم مع وزير الداخلية الأردني الأسبق سميح المعايطة، تساءلت الإعلامية فضيلة في برنامجها "السؤال الصعب" على قناة "سكاي نيوز" فيما إذا كان المخطط الإرهابي الذي تم إحباطه في الأردن الأسبوع الفائت سيكون الأخير أو لا؟ فكان جواب الوزير بالنفي طالما وأن السيئين موجودون، ثم أشار بوضوح إلى قضية مهمة تغيب عن بال عديد من المحللين السياسيين وهي المتعلقة بأزمة الجغرافيا، مشيرا إلى أن الأردن بحكم قَدَره الجغرافي له حصته من محاولات العبث والتدخل والارتزاق، لافتا النظر إلى أهمية أن يحافظ الأردن على ذاته من أي تأثير سلبي يمس بقاء الدولة واستمرارها. وفي حديثه عن علاقة الأردن بإسرائيل في الوقت الراهن، أوضح الوزير المعايطة أنها في أسوأ حالاتها منذ تولي نتنياهو الذي يكن العداء الكلي تجاه الأردن، ولديه موقف أزلي تحريضي ضد الأردن.
إذن هي إسرائيل بحكومتها اليمينية المتطرفة التي تعلن عن إرادتها العبث بالجغرافيا السياسية، وتسعى جاهدة إلى إعادة تشكيل المنطقة لتأسيس دولتها اليهودية الكبرى، وحتما لن يكون لها ذلك إلا بتفتيت الدول الوطنية القائمة حاليا، وذلك بإثارة الفتن والقلاقل داخلها، إذ تدرك إسرائيل منذ الابتداء جوهر حقيقة أزمتها الكامنة في اختلال الميزان الديمغرافي داخل فلسطين والدول العربية المحيطة، فكان أن زاد ذلك من خشيتها بأن يكون اليهود أقليَّة حاكمة لأكثرية فلسطينية متزايدة باستمرار، في جوار عربي متماسك، الأمر الذي يشكل تهديدا مستمرا لوجودهم السياسي والاجتماعي على المدى المنظور. ولذلك كان إعلانها الرسمي في نهاية التسعينات من القرن الماضي الانتقال من الأسرلة كمرحلة ظرفية انتقالية إلى التهويد كمرحلة استراتيجية.
ولتحقيق ذلك عمدت إلى تسريع وتيرة الهجرة الإكراهية للفلسطينيين تلافيا لتحولهم إلى أكثرية سكانية داخل فلسطين التاريخية، مع إعلانها استحالة القبول بعودة اللاجئين الفلسطينيين في أي تسوية محتملة في المستقبل؛ كما عمدت إلى تكريس شعار "يهودية الدولة"، وهو ما يعني تشريع الاستيطان وتهويد الفضاء العمراني والأثاري، وليس في حدود أرض فلسطين المحتلة وحسب، بل وفي نطاق جغرافي عربي أوسع، وهو ما لا يدركه بعض المتفذلكين بجهل الذين أرهقونا بافتئاتهم العلمي على النص التاريخي بغباء سياسي.
وإذا كان أثر أولئك المتفذلكين محدودا في الوقت الراهن، فأثر جماعة الإخوان المسلمين أكثر ضررا وأشد فتكا على المدى القريب والبعيد، ذلك أنهم قد أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك بأن لديهم مناعة صلبة ضد الفهم وإدراك ما نعيشه من واقع سياسي، بل وتأكد بأنهم يسهمون في خدمة المشروع الصهيوني بسياساتهم غير الواعية، وهو ما تحتاجه الآلة الاستخبارية اليهودية لتمرير مخططها وتنفيذه على أرض الواقع.
لقد أثبت إخوان الأردن غباءهم السياسي طيلة أحداث الأزمة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة
