ما عزم عليه مسعود الندوي من إرادة وهي إطلاع سيد قطب على كتب المودودي تحقق - علي العميم #رأي_الشرق_الأوسط

كان الغرض من زيارة معتمد «دار العروبة للدعوة الإسلامية» بلاهور، مسعود الندوي، البصرة والزبير وبغداد والموصل وكركوك والكويت والرياض والطائف ومكة والمدينة، التعريف بـ«الجماعة الإسلامية»، ونشر كتب المودودي في هذه البلدان (العراق، الكويت، السعودية) وفي بلدان عربية أخرى؛ كسوريا ومصر. وكان يحمل معه في هذه الزيارة كتباً للمودودي، منها ما هو مترجم إلى العربية، ومنها ما هو مترجم إلى الإنجليزية، ومنها ما هو بلغة المودودي الأصلية، لغة الأردو، ومنها ما يعمل هو ومساعده محمد عاصم حداد على ترجمته من لغة الأردو إلى العربية، ويحمل معه أيضاً مناشير دعائية في بضع صفحات عنوانها «دعوتنا».

هذه الزيارة أو هذه الرحلة دوّن يومياتها في كتابه (شهور في ديار العرب).

بتاريخ 14 يوليو (تموز) 1949 - كما سجّل في يوميات هذه الرحلة - انتهى من قراءة كتاب سيد قطب (العدالة الاجتماعية في الإسلام). وكان من الملحوظات التي قالها عن هذا الكتاب وعن مؤلفه، ملحوظة قالها عن مؤلفه تهمنا في موضوعنا، وهي «بداية التسلل المودودي إلى دمشق والقاهرة»، وهي قوله:

«ولا يدري المسكين أن هناك في الهند وباكستان من انشغلوا وانهمكوا، وغرقوا في وضع الأفكار الرامية إلى التطبيق العملي لهذا الحلم. إن إطلاعه على هذا الأمر يدخل في صميم أعمالنا».

يشير مسعود الندوي هنا إلى «الجماعة الإسلامية» في باكستان والهند، وإلى واضع أفكارها أبي الأعلى المودودي. ويدعي في هذه الإشارة أن «حلم» العدالة الاجتماعية الإسلامية متحقق في مجتمع «الجماعة الإسلامية» الذي حين كتب ملحوظته هذه كان له من العمر سبع سنوات وأحد عشر شهراً!

هذا «المجتمع» نشأ أول ما نشأ في مدينة لاهور، وبعد أن أمضى فيها عشرة أشهر «هاجر» بقيادة المودودي إلى قرية نائية سموها بـ«دار الإسلام». «هاجر» من هذا «المجتمع» إليها «ليكون بعيداً عن المدن ووسائل الحضارة الحديثة ومفاسدها»!

الباعث على ملحوظة مسعود الندوي التي سلفت، هو أنه لما قرأ كتاب سيد قطب «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، رأى أنه في كتابه لم يستعن بكتاب من كتب المودودي التي كانوا في «دار العروبة للدعوة الإسلامية» ترجموها إلى العربية.

ما عزم عليه مسعود الندوي من إرادة وهي إطلاع سيد قطب على كتب المودودي تحقق، فلقد اطلع سيد قطب على بعض كتب المودودي، وتابع الاطلاع على جديدها المترجم إلى العربية في دار الفكر بدمشق في أثناء سجنه.

في البداية كان سيد قطب لا يشير إلى أنه يستفيد منها كمصدر لتنظيراته الإسلامية، وتالياً صار يفصح عنها كمصدر.

تعرّف مسعود الندوي - لأول مرة - على دعوة الإخوان المسلمين في العراق من خلال شبان عراقيين معتنقين لهذه الدعوة، فقرأ الجزء الأول من سيرة حسن البنا التي كتبها عن نفسه، واقتنى أعداداً من مجلة «الإخوان المسلمين»، التي تصدر من القاهرة والتي أهداها إياه بعض أولئك الشبان، فهو كان يجهل أمر دعوة الإخوان المسلمين، علماً بأنه يتقن العربية، ويحسن الكتابة بها والترجمة إليها من لغة الأردو ببيان واضح وأسلوب قويم، إضافة إلى أنه كان ينشر في بعض مجلات إسلامية عربية.

في هذه الرحلة وقف مسعود الندوي بنفسه على حقيقة هي: أن الذين قرأوا ما ترجم من كتب المودودي إلى العربية عددهم قليل جداً في المدن العربية التي زارها.

ومن هذا العدد القليل جداً.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الشرق الأوسط

منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
سكاي نيوز عربية منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ 22 ساعة
قناة العربية منذ 8 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة