مراكز اللياقة البدنية على امتداد الولايات المتحدة، تشهد إقبالاً متزايداً بسبب هوس الجمهور ببناء العضلات - النساء وكبار السن دفعوا الصالات الرياضية إلى إعادة ترتيب أولوياتها لصالح تمارين القوة - تعمل سلاسل صالات تمرين على زيادة تجهيزات تمارين القوة استجابةً لاحتياجات نوع جديد من الزبائن. #الشرق_Businessweek

وجد ما يربو على عشرة أشخاص في استراحة الغداء فرصة سانحةً لممارسة تمريناتهم الرياضية في صالة "كرنش فيتنس" (Crunch Fitness) الواقعة في قبو مبنى في مانهاتن.

هناك وجدتُ شابةً عند مسند أثقال فضي لامع يعين على الرفع انطلاقاً من القرفصاء، وكانت قد رفعت عارضة تحمل على طرفيها أوزاناً مطاطيةً حمراء زاهية وتحاول أن تبقيها متوازنة بعدما بلغت مستوى ألواح كتفيها. وعلى بعد خطوات، رأيت شاباً يتصفح على هاتفه في استراحة بين جولات الرفع نتراً من مستوى الأرض.

وراء حملة الأثقال، رأيت صفوفاً كثيرة من معدّات رياضية رمادية لتقوية عضلات الساقين، منها أجهزة محمّلة بالأوزان مخصصة لممارسة تمارين الرفع من وضعية القرفصاء المائلة المعروفة باسم "هاك سكوات".

على امتداد الطابق السفلي الشاسع من الصالة الرياضية المؤلفة من ثلاثة طوابق، كان عدد من المشتركين يمارسون تمارين عضلات المعدة والالتواء مع شد الأثقال. أمّا في الطابق العلوي، فتقبع آلات مشي عالية التقنية، وتكاد تكون مهملةً.

:

موضة تمارين القوة

يشغل المتمرنون كافة منصات رفع الأثقال في ساعات الذروة، بحسب مدير عام صالة التمرين رودي سانشيز، الذي قال: "المبشر في هذا أن الصالة تكون ممتلئة ولا أحد يشتكي". لكن الحال لم يكن كذلك من قبل، فقد أنفقت الصالة مليوني دولار على التحديث والترميم العام الماضي لتحويل صالة يوغا إلى مساحة لمنصات رفع أثقال إضافية ولمجموعة واسعة من الأوزان الجديدة. أضاف: "تراجعت الشكاوى من استئثار بعض الناس بالمعدّات... ولم تعد تقع أي مشاجرات".

تشهد مراكز اللياقة البدنية على امتداد الولايات المتحدة تغييرات مشابهة فيما تسعى لاستقطاب جمهور يزداد هوساً ببناء العضلات. منذ 2021، تراجع البحث عبر موقع "جوجل" عن تمارين الكارديو بمعدل 3% شهرياً مقارنة بالعام الذي سبقه، في حين سجل الاهتمام بتمارين القوة زيادة 6%. تقول شركتا "كرانش هولدينغز" (Crunch Holdings) و"بلانيت فيتنس" (Planet Fitness) إنهما قلصتا عدد معدّات الكارديو بأكثر من 40% في كثير من فروعهما.

يمكن لهذه التوجهات أن تقود نحو تغييرات كبيرة في أكثر من 90000 مركز لياقة بدنية في الولايات المتحدة، كانت قد حققت خلال العام الماضي مبيعات قدرها 41.8 مليار دولار، وفقاً لبيانات "آي بي آي إس وورلد" (IBISWorld). حتى "بيليتون إنترأكتيف" (Peloton Interactive) التي كانت يوماً الشركة الرائدة في مجال معدات الكارديو، تسعى إلى تعزيز عروضها في مجال تمارين القوة. في ديسمبر، أطلقت تطبيق "سترينغث بلس" (Strength+) الذي يقدّم برامج تدريب على رفع الأثقال مصممة خصيصاً لأغراض "زيادة الكتلة العضلية" و"تعزيز الحجم"، ويتضمن تعليمات صوتية وآلية لمتابعة بلوغ الهدف.

وأعلنت الشركة خلال مكالمة لمناقشة الإيرادات في فبراير أنه في خلال الربع الرابع من السنة المالية، كان العملاء يمارسون تمارين لبناء العضلات بوتيرة تقارب ممارسة ركوب الدراجات الثابتة.

إقبال نسائي

قال جيم رولي، الرئيس التنفيذي لشركة "كرانش فيتنس" التي تشغّل أكثر من 460 فرعاً في الولايات المتحدة: "أعتقد أن أبرز ما يمكن ملاحظته هو التراجع في استخدام معدات الكارديو، مثل الدراجات الثابتة وأجهزة المشي وأجهزة الدرج... كانت صالاتنا تضم نحو 100 جهاز كارديو، أما اليوم فقد انخفض العدد إلى نحو 60، لأنها لم تعد تُستخدم كما في السابق".

رسالة الأميركيين بسيطة: الركض على جهاز المشي أو التعرّق على دراجة ثابتة وسط غرفة تعجّ بالغرباء لم يعد رائجاً، وبات رفع الأثقال هو السائد الجديد. المفارقة أن هذا التحوّل في مشهد اللياقة البدنية لا يقوده رجال مفتولو العضلات، بل النساء وكبار السن الذين دفعوا الصالات الرياضية إلى إعادة ترتيب أولوياتها لصالح تمارين القوة.

قالت كيسي جونستون، الكاتبة المتخصصة في اللياقة البدنية والمؤثرة في هذا المجال: "عدد كبار السن والنساء والشباب الذي يمارسون رفع الأثقال بات أكبر من أي وقت مضى... حين بدأت أرفع الأثقال، كان هناك كثير من التوجّس حيال هذا النوع من التمارين، على اعتبار أنه نشاط ذكوري شديد القسوة بالنسبة لمعظم الناس".

قال راولي إن هذا التحوّل ظهر بوضوح في فروع "كرانش فيتنس"، حيث باتت النساء يشكلن 45% من إجمالي الأعضاء. وأضاف: "وفق طريقة التفكير التقليدية، قد تفترض أن تمارين رفع الأثقال الأولمبية مثل (رفعة النتر) ومن وضعية القرفصاء مجالات يهيمن عليها الرجال. لكن الوضع لم يعد كذلك. أكثر من 50% من مستخدمي منصّات رفع الأثقال هنّ من النساء"، وعلى ما يبدو بات مستقبل رفع الأثقال نسوياً.

تطورات عبر العقود

طوال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، هيمنت رياضتا الركض والهرولة على تمارين اللياقة البدنية، مدفوعتين بانتشار الحملات الإعلانية التي روّجت لفوائد تمارين الكارديو. وفي عام 1967، أصدر المدرب الأسطوري لألعاب القوى الذي شارك لاحقاً في تأسيس شركة "نايكي"، بيل باورمان، كتاب (Jogging)، وهو "دليل إرشادي مفصّل" سلّط الضوء على فوائد الجري، وأطلق ما بات يُعرف لاحقاً بـ"هوس الجري" في الولايات المتحدة.

بعد خمس سنوات، أطلق باورمان وفيل نايت حذاء "نايكي كورتيز" المخصص للجري، واضعاً أحدث التقنيات الرياضية في متناول الأميركيين العاديين الراغبين في مواكبة هذه الموضة. ثمّ في 1982، طرحت جين فوندا سلسلة أشرطة تمارين الأيروبيك الأيقونية التي بيعت منها ملايين النسخ، فأسرت الجمهور بحركاتها المنشّطة للقلب.

لاحقاً، ساهمت أشرطة الفيديو الرياضية مثل (Sweatin to the Oldies) لريتشارد سيمونز، و(Tae Bo) لبيلي بلاكس، في ترسيخ مكانة تمارين الكارديو في صدارة مشهد اللياقة البدنية.

بقي رفع الأثقال هامشياً بقدر كبير، فاقتصر على عمالقة، من قبيل أولئك الذين شاركوا في الفيلم الوثائقي (Pumping Iron) عام 1977، والذي ظهر فيه أرنولد شوارزنيغر في شبابه إلى جانب مجموعة من أصحاب الأجسام المنحوتة فيما كانوا يرفعون أوزاناً ضخمة تحت شمس كاليفورنيا.

قال أستاذ طب النفس هاريسون بوب في كلية الطب بجامعة هارفرد ومؤلف كتاب (The Adonis Complex): "في الغرب، لدينا تماثيل لرجال مفتولي العضلات تعود إلى أكثر من 3000 سنة، وتقاليد تحتفي بالبنية العضلية منذ العصور الكلاسيكية". لكن مع صعود نجوم مثل أرنولد شوارزنيغر وهالك هوغان في ثمانينيات القرن الماضي، ازداد اهتمام الفتيان والرجال بالعضلات المفتولة. وقد انعكس هذا التحوّل حتى في دمى "جي آي جو" التي تطوّرت خلال نصف قرن، من.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اقتصاد الشرق مع Bloomberg

منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 34 دقيقة
منذ 11 ساعة
منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 14 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 15 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 16 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 9 ساعات