100 يوم من حكم ترامب.. رئيس "أميركا أولاً" يهز النظام العالمي

دول تدرس تعزيز دفاعاتها وتوثيق علاقاتها مع الصين وسط تحولات في السياسة الأميركية

خبراء يحذرون من أضرار دائمة لعلاقات أميركا مع حلفاء تقليديين

البيت الأبيض: ترامب يتخذ إجراءات سريعة لتحقيق السلام والازدهار

مع إنتهاء المئة يوم الأولى من حكمه للولايات المتحدة، تسبّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب، وفرض مواقف غير معهودة للإدارة الأميركية في ملفات داخلية مثل الصراع مع القضاء، ورغبته في الترشح لولاية انتخابية ثالثة، فضلاً عن مواقف دولية غير معتادة حول روسيا وغزة والعلاقات مع كندا والصين وأوروبا وغرينلاند.

على الرغم من الصدمات التي يثيرها عند كل موقف، إلا أن ترامب يعتبر أن أول 100 يوم من ولايته الثانية في البيت الأبيض كانت ناجحة للغاية.

وعلى الرغم من تعثر العالم في فهم ما يريده الرئيس الأميركي، صرح ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم": "أعتقد أننا حققنا أول 100 يوم رئاسية ناجحة جداً. كتب الكثيرون أن هذا كان أفضل شهر أول، وأفضل شهر ثان - وبالفعل أفضل شهر ثالث. لكن هذا لن يكون ملموساً على الفور، لأن الانتقال يحتاج إلى بعض الوقت".

:

ورداً على سؤال حول توسيع صلاحيات الرئيس، أكد ترامب أنه يستخدم السلطة فقط بالطريقة التي "خطط لها منذ البداية".

وفي المقابل، أظهرت استطلاعات موقع Decision Desk HQ وصحيفة ذا هيل Hill انخفاض معدل الرضا على الرئيس الأميركي إلى أدنى مستوى منذ بداية ولايته الثانية وسط صعوبات اقتصادية وانتقادات عامة. بينما كشف استطلاع لوكالة رويترز وشركة Ipsos يوم الأربعاء أن 42% فقط من الأميركيين يوافقون على أداء الرئيس ترامب في المجال الاقتصادي.

وبشأن الولاية الرئاسية الثالثة، التي تحدث ترامب عنها رغم أن الدستور الأميركي يمنعه من الترشح مجدداً، أعرب ثلاثة أرباع ممن شاركوا في الاستطلاع عن الرأي بأن ترامب يجب ألا يترشح للرئاسة من جديد. وقال 53% من مؤيدي الحزب الجمهوري إن ترامب يجب ألا يسعى لولاية ثالثة.

الفترة الرئاسية لساكن البيت الأبيض شهدت حالة من الصدمة أصابت العالم في ظل القرارات غير العادية التي اتخذها.

الصدمة الأكبر كانت في شن الرئيس الأميركي حرباً جمركية عالمية غير مسبوقة وخفض المساعدات الخارجية الأميركية واستخف بالدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي وتبنى الرواية الروسية حول غزوها لأوكرانيا وتحدث عن ضم غرينلاند واستعادة قناة بنما وجعل كندا الولاية الأميركية رقم 51.

:

وفي الأيام المئة الأولى الفوضوية منذ عودة ترامب إلى منصبه، شن الرئيس الأميركي حملة غير متوقعة في كثير من الأحيان أدت إلى قلب أجزاء من النظام العالمي القائم على القواعد والذي ساعدت واشنطن في بنائه من أنقاض الحرب العالمية الثانية.

وقال إليوت أبرامز، السياسي المحافظ الذي عمل في عهد الرئيسين رونالد ريغان وجورج دبليو بوش قبل تعيينه مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة بشأن إيران وفنزويلا في ولاية ترامب الأولى "ترامب الآن أكثر تطرفاً بكثير مما كان عليه قبل ثماني سنوات. لقد فوجئت".

وأدى جدول أعمال ترامب القائم على سياسة "أميركا أولاً" في ولايته الثانية إلى نفور الأصدقاء واكتساب الخصوم للجرأة، وأثار أيضاً تساؤلات عن المدى الذي هو مستعد للذهاب إليه. وأثارت أفعاله، إلى جانب هذا الغموض، قلق بعض الحكومات لدرجة أنها ترد بطرق ربما يصعب التراجع عنها، حتى لو انتُخب رئيس أميركي أكثر تقليدية في عام 2028.

ويأتي كل هذا في ظل ما يراه منتقدو الرئيس الجمهوري مؤشرات على تراجع الديمقراطية في الداخل، مما أثار مخاوف في الخارج. وتشمل هذه المؤشرات هجمات لفظية على القضاة وحملة ضغط على الجامعات ونقل المهاجرين إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور في إطار حملة ترحيل أوسع نطاقاً.

وقال دينيس روس المفاوض السابق في شؤون الشرق الأوسط في إدارات ديمقراطية وجمهورية "ما نشهده هو اضطراب هائل في الشؤون العالمية. لا أحد يعلم في هذه المرحلة كيف يكوّن رأياً حيال ما يحدث أو ما سيأتي لاحقاً".

:

ويأتي هذا التقييم للتغييرات التي أحدثها ترامب في النظام العالمي من مقابلات أجرتها رويترز مع أكثر من 12 مسؤولاً حكومياً حالياً وسابقاً ودبلوماسيين أجانب ومحللين مستقلين في واشنطن وعواصم حول العالم.

ويقول كثيرون إنه على الرغم من أن بعض الأضرار التي وقعت بالفعل ربما تكون طويلة الأمد، فإن الوضع قد لا يكون مستحيلا

إصلاحه إذا خفف ترامب من سياسته. وتراجع الرئيس بالفعل قضايا منها توقيت الرسوم الجمركية وحجمها.

لكنهم لا يرون فرصة كبيرة لحدوث تحول جذري من قبل ترامب، ويتوقعون بدلاً من ذلك أن تقوم دول عديدة بإجراء تغييرات دائمة في علاقاتها مع الولايات المتحدة لحماية نفسها من سياساته المرتبكة.

تداعيات دولية

بدأت التداعيات السياسية لأجندة الرئيس الأميركي المرتبكة تظهر بالفعل.

على سبيل المثال، يسعى بعض الحلفاء الأوروبيين إلى تعزيز صناعاتهم الدفاعية لتقليل الاعتماد على الأسلحة الأميركية. واحتدم الجدل في كوريا الجنوبية بخصوص تطوير ترسانتها النووية. وتزايدت التكهنات بأن تدهور العلاقات قد يدفع شركاء الولايات المتحدة إلى التقارب مع الصين، اقتصادياً على الأقل.

ويرفض البيت الأبيض فكرة أن ترامب أضر بمصداقية الولايات المتحدة، مشيراً بدلاً من ذلك إلى الحاجة إلى إزالة آثار ما وصفه بعبارة "القيادة المتهورة" للرئيس السابق جو بايدن على الساحة العالمية.

:

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برايان هيوز في بيان "يتخذ الرئيس ترامب إجراءات سريعة لمعالجة التحديات من خلال جلب كل من أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات لإنهاء حربهما، ووقف تدفق الفنتانيل وحماية العاملين الأميركيين من خلال محاسبة الصين، ودفع إيران إلى طاولة المفاوضات من خلال إعادة العمل بسياسة أقصى الضغوط".

وأضاف أن ترامب "يجعل الحوثيين يدفعون ثمن إرهابهم... ويؤمن حدودنا الجنوبية التي كانت مفتوحة للغزو لمدة أربع سنوات".

وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس ونشر في 21 أبريل/ نيسان، أن أكثر من نصف الأمريكيين، بما في ذلك واحد من كل خمسة جمهوريين،

يعتقدون أن ترامب "متحالف بشكل وثيق بشدة" مع روسيا، كما أن الجمهور الأميركي ليس لديه رغبة كبيرة في البرنامج التوسعي الذي وضعه.

اهتزاز النظام العالمي

يقول خبراء إن مستقبل النظام العالمي الذي تبلور على مدى العقود الثمانية الماضية في ظل هيمنة الولايات المتحدة إلى حد بعيد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة CNBC عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة CNBC عربية

منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 16 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 16 دقيقة
قناة العربية - الأسواق منذ 20 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 16 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات