د. محمد عبد الحميد الرمامنة بينما كنت أقرأ رسالة عمان، تلك الوثيقة الرفيعة التي خطّها جلالة الملك عبدالله الثاني قبل سنوات، شعرت وكأني أقرأ المستقبل بعين الماضي، وكأن الكلمات التي كُتبت هناك لم تكن فقط بيانًا فكريًا، بل خارطة طريق لزمن نعيشه اليوم بكل تناقضاته.
لقد تحدث جلالته عن الإسلام الحق، المعتدل، السمح، الذي يحمي الإنسان قبل أي شيء آخر، ويزرع في قلبه الطمأنينة لا الخوف. وفي زمن تصدّرت فيه موجات التكفير والتطرف واجهات المشهد، باتت رسالة عمان، لا مجرد وثيقة دينية، بل وثيقة نفسية أيضًا، تُعيد توازن الروح والعقل أمام تسونامي التطرف العاطفي والفكري.
الفكر المتطرف لا ينشأ من فراغ، بل يتغذى على التهميش، وعلى الحاجة لمعنى، والشعور بالعجز. هنا يدخل علم النفس ليقول لنا: إن المتطرف لا يُولد هكذا، بل يُصاغ في بيئة خصبة للانغلاق والانكسار. وما لم نُدرك أن الإنسان المتطرف ليس مجنونًا بالضرورة، بل يبحث ـ وإن بشكل مَرَضي ـ عن هوية، فإننا سنظل نقاتل الظل، لا الجذر.
رسالة عمان لم تكن مجرّد تحصين ضد الفتنة، بل دعوة لأن نواجه هذا الانجراف بتجديد فهم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية
