تداول نشطاء سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً حول نية الولايات المتّحدة بافتتاح قنصلية لها في مدينة القامشلي بأقصى شمال شرق سوريا، والتي تعرف بمركز قرار "الإدارة الذاتية" الموالية للكرد في البلاد.
وتحمل الخطوة المذكورة رمزية خاصة، لكون السفارة الأميركية، في حال افتتاحها، أول مقر دبلوماسي دولي في المدينة، التي تعتبر ثاني أكبر مراكز محافظة الحسكة، والواقعة على الخط الحدودي الفاصل بين تركيا وسوريا.
افتتاح قنصلية أميركية في القامشلي؟ من جهته، نفى مصدر رفيع المستوى في الإدارة الذاتية الأنباء التي تحدّثت عن نية واشنطن بافتتاح قنصلية لها في القامشلي.
وقال المصدر في حديثه إلى منصة "المشهد"، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، كونه غير مخوّل بالإدلاء بالبيانات والتصريحات الرسمية إن "الإدارة الذاتية ليس لديها أي معلومات تؤكد وجود مثل هذه الرغبة لدى الجهة الأميركية".
مضيفاً "لم نتبلغ مثل هذا القرار من جانب الأميركي حتى الساعة".
ولم تُعيّن واشنطن حتى الساعة سفيراً لها في سوريا، كما أنها لم تفتتح سفارتها في دمشق بعد، لكنّ مبعوث الرئيس ترامب إلى سوريا قام في الشهر الماضي برفع العلم الأميركي على مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق، في خطوة وصفت بالداعمة لعودة الدفئ للعلاقات الأميركية-السورية، والتي بدأت بلقاء الرئيس ترامب بالرئيس الانتقالي السوري في الرياض.
وتأتي هذه التطورات في ظل اللقاءات بين الإدارة الذاتية ودمشق، والتي انتهت جولتها الأولى قبل أيام، وسط معلومات مؤكدة حول عزم وفد من الأحزاب الكردية، ضمنا المعارضة للإدارة الذاتية، بالتوجّه إلى دمشق في وفد موحد للتحاور مع الحكومة السورية حول المطالب التي تم التأكيد عليها في "كونفرنس وحدة الصف الكردي" في شهري أبريل الماضي.
انسحاب أميركي من سوريا وقبل أيام، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، إنّ الولايات المتحدة بدأت تقليص وجودها العسكري في سوريا، وتهدف إلى إغلاق كل قواعدها في هذا البلد باستثناء واحدة.
وأوضح المبعوث في مقابلة مع محطة "إن تي في" التلفزيونية التركية: "انتقلنا من 8 قواعد إلى 5 ثم إلى 3. وسنبقي على الأرجح على قاعدة واحدة".
وفي وقت سابق، كشف مسؤولان أميركيان عن أنّ أكثر من 500 جندي أميركي انسحبوا من سوريا خلال الفترة الماضية، بعد إغلاق قاعدتين عسكريتين أميركيتين، وتسليم أخرى إلى "قسد".
وأشار المسؤولان إلى إنّ "القواعد الأميركية تشمل موقع دعم المهام "القرية الخضراء" الذي جرى إغلاقه، وموقع دعم المهام "الفرات" الذي جرى تسليمه إلى "قسد"، كما أخلت القوات الأميركية موقعاً ثالثًا أصغر بكثير".
بدورها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلًا عن مصادر أميركية مطلعة في أبريل الماضي، إنّ "الجيش الأميركي يعتزم إغلاق 3 قواعد صغيرة من إجمالي 8 في شمال شرق سوريا".
وذكرت الصحيفة أنه بعد مرور 60 يومًا، "سيُجري القادة العسكريون تقييمًا بارزًا بهدف تحديد ما إذا كانت هناك أي حاجة إلى المزيد من العمليات المتمثلة بسحب الجنود الأميركيين"، مشيرةّ إلى أنّ القادة أوصوا بإبقاء 500 جندي أميركي على الأقل في سوريا.
(المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
