حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 20 يونيو 2025 الموافق 24 من ذي الحجة 1446 بعنوان: "إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك".
وأشارت الوزارة إلى أن الهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور هو: التوعية بأهمية احترام الحياة الخاصة، وعدم التدخل في شئون الآخرين، علما بأن الخطبة الثانية تتناول حب الوطن والالتفاف الكامل حول قيادته الرشيدة.
نص خطبة الجمعة اليوم 20 يونيو 2025
إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك
الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيــبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، حمدا يليق بعظمة جلالك وكمال ألوهيتك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، فشرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الحياة الخاصة هي حصن الإنسان المـنيع، وملاذه الآمن الذي لا يجوز لأحـد أن يتعدى أسواره أو يخترق حواجزه أو يتجاوز خصوصيته، فهو حقه المكتسب ومساحته المقدسة التي يمارس فيها شؤونه بعيدا عن أعين المـتطفلين وألسنة القيل والقال، وإذا أراد أحد أن يحافظ على حياته الخاصة، فليتبع الـمنهج المـحمدي، فيلزم خاصة نفسه، ولا يتدخل في شؤون الآخرين، وليحترم خصوصياتهم، متأسيا بقول الجناب الـمعظم صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام الـمرء تركه ما لا يعنيه»، سائلا نفسه قبل أن يتكلم: هل هذا الكلام يفيدني؟ هل هذا الشأن يعنيني فعلا؟ هل صاحب الأمر راض بسؤالي أو تدخلي؟
أيها النبيل، في هذا العصـر الرقمي حيث تتجاوز المعلومة الحدود وتنتشـر بسرعة البرق تزداد مسؤوليتنا في الحفاظ على خصوصيات الآخرين وعدم التعدي عليها بنشـر ما يسـيء إليهم، أو يكشف سترهم، أو مشكلاتهم الزوجية أو تفاصيل حياتهم اليومية سعيا وراء (الترند) وجمع المتابعين والأموال، فيا من تتلصص على هواتف الآخرين ورسائلهم الخاصة، أما تخشى أن يطلع الله على سريرتك ويكشف ستر عورتك؟! يا من تنشر صورا أو مقاطع فيديو لأشخاص دون إذنهم، أما تدرك حجم الأذى النفسي الذي تلحقه بهم؟ أما تخاف من دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب؟! يا من تسأل أسئلة فضولية تخترق بها حياة الناس، يا من تتحدث في مـجالسك عن عيوب الناس وزلاتهم، أما تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة».
إياك أن تسرق صفحات التواصل الاجتماعي عمرك، حيث تجد نفسك غارقا في تصفح لا ينتهي، واقعا في شرك نشر الشائعات والأخبار المضللة التي تهدد نسيج المجتمع، إلى جانب التأثير السلبي على الصحة النفسية، حيث تتولد حالة من المقارنات الزائفة، والصور المبالغ فيها للحياة التي قد تورث شعورا بالنقص والإحباط؛ مما يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية وارتفاع معدلات الطلاق، كما صارت تلك المنصات مرتعا للتنمر الإلكتروني والمراهنات بشتى أنواعها؛ والفتوى بغير علم، كما أنها تؤدي إلى العزلة الاجتماعية،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية
