ترتسم ملامح واحدة من أكثر مجموعات كأس العالم 2026 إثارة وتنوعاً، بعدما جمعت القرعة بين إسبانيا بطلة أوروبا، والرأس الأخضر صاحبة الحضور التاريخي الأول، والسعودية التي تدخل البطولة بعيون تترقب اختباراً جديداً في مسار تطورها، وأوروغواي العريقة الباحثة عن استعادة وزنها العالمي. ففي مجموعة تتقاطع فيها الخبرة مع الطموح، والتاريخ مع الظهور الأول، يجد «الأخضر» نفسه بين ثلاثة أساليب لعب متباينة، ما يجعل رحلته في الدور الأول محكومة بالتفاصيل الصغيرة، وبقدرة الفريق على استثمار إرثه في المشاركات المونديالية والتطور الذي حققه في السنوات الأخيرة وذلك وفقا لشبكة The Athletic.
لكن كيف تأهلت هذه المنتخبات؟ وكيف تلعب؟ ومن هم أبرز نجومها؟
إسبانيا... كيف تأهلت؟
قدّمت بطلة أوروبا مساراً مثالياً تقريباً في المجموعة E من التصفيات الأوروبية، إذ حققت خمسة انتصارات وتعادلاً واحداً في ست مباريات، مسجلة 21 هدفاً ومستقبلة هدفين فقط.
وتتضاعف قيمة هذا الإنجاز بالنظر إلى غياب عدد من أهم لاعبيها في فترات مختلفة من التصفيات، مثل رودري، بيدري، لامين يامال، ونيكو وليامز.
ما هو سجلها في كأس العالم؟
لطالما عاشت إسبانيا في ظل تسمية «الحصان الأسود» عبر تاريخ كأس العالم؛ تملك المواهب، لكنها تسقط في الأدوار المتقدمة. تغيّر ذلك في 2010 عندما قاد جيل ذهبي يضم تشافي، إيكر كاسياس، وتشابي ألونسو منتخب «لا روخا» إلى أول لقب عالمي في تاريخه، بفضل هدف أندريس إنييستا الشهير في نهائي جنوب أفريقيا أمام هولندا.
لكن السنوات التالية أعادت الصورة القديمة؛ خرجت إسبانيا من دور المجموعات في 2014 كبطلة مدافعة عن اللقب، ثم ودّعت بركلات الترجيح في 2018 أمام روسيا، وفي 2022 أمام المغرب.
من هو المدرب؟
لويس دي لا فوينتي، الذي لم يصدق هو نفسه عندما تم تعيينه مديراً فنياً لإسبانيا في ديسمبر 2022.
المدرب، البالغ 64 عاماً، حقق نجاحات سريعة: لقب دوري الأمم الأوروبية 2023، ولقب «يورو 2024»، والوصول إلى نهائي دوري الأمم مرة أخرى هذا العام.
قاد دي لا فوينتي سابقاً أجيالاً صاعدة في الفئات السنية للمنتخب، وحقق معهم ألقاباً أوروبية وميدالية فضية في أولمبياد طوكيو، ما منحه فهماً عميقاً لهوية الكرة الإسبانية.
كيف تلعب إسبانيا؟
حافظ دي لا فوينتي على أسلوب الاستحواذ المعروف، لكنه أضفى سرعة أكبر على الانتقال إلى الأمام، خصوصاً نحو الأجنحة السريعة مثل يامال ونيكو وليامز.
ويعتمد المنتخب أيضاً على الضغط الجماعي العنيف، ما يجعل استرجاع الكرة سريعاً ويصعّب على المنافس الدخول في أجواء المباراة.
إسبانيا سجّلت هدفين أو أكثر في آخر 13 مباراة متتالية، مع حفاظها على نظافة شباكها في خمس من ست مباريات التصفيات.
من هو اللاعب الأهم؟
الامين جمال.
النجم الشاب الذي ظهر للمرة الأولى مع المنتخب في سبتمبر 2023 بعمر 16 عاماً و57 يوماً فقط، بات خلال فترة قصيرة أحد أبرز لاعبي العالم.
يبدأ عادةً من الجهة اليمنى في ثلاثي هجومي، ويملك قدرات مذهلة في المراوغة، وصناعة العرضيات، وإنهاء الهجمات، وقد تجلّى ذلك في هدفه الرائع أمام فرنسا في نصف نهائي «يورو 2024».
ما الذي يجب معرفته أيضاً؟
تأثرت صورة الكرة الإسبانية خلال فترة رئاسة لويس روبياليس للاتحاد (2018 2023)، خصوصاً بعد حادثة «القبلة» للاعبة جيني هيرموسو عقب الفوز بكأس العالم للسيدات 2023.
أوقف «فيفا» روبياليس سريعاً، ولاحقاً أدين بالاعتداء الجنسي، لكنه ما زال يدّعي وجود «مؤامرة» ضده.
الرأس الأخضر... كيف تأهلت؟
حسم منتخب الرأس الأخضر التأهل بالفوز على إسواتيني 3 0 في أكتوبر، لكن المفاجأة الكبرى جاءت قبل ذلك بشهر بعدما هزم الكاميرون 1 0 في واحدة من أهم مباريات تاريخه. ومع فقدان الكاميرون نقاطاً مهمة بسبب تعادلات متتالية، أنهت الرأس الأخضر المجموعة بفارق أربع نقاط كاملة في الصدارة.
ما هو سجلها في كأس العالم؟
هذه أول مرة تتأهل فيها الرأس الأخضر إلى كأس العالم، بل أول مرة تقترب فيها من ذلك أساساً.
فالدولة التي نالت استقلالها عام 1976 انضمت إلى «فيفا» عام 1982، وشاركت للمرة الأولى في تصفيات 2002، لكنها لم تقترب من التأهل إلا في 2022 عندما احتلت المركز الثاني خلف نيجيريا.
من هو المدرب؟
بيدرو ليتاو بريتو «بوبـيستا»، من أبناء البلاد، وُلد في جزيرة «بوا فيستا» وقضى كامل مسيرته التدريبية داخل الأرخبيل.
تولى تدريب المنتخب عام 2020، وقاده إلى كأس الأمم الأفريقية مرتين، ثم كتب اسمه في التاريخ بقيادته إلى التأهل للمونديال.
بوبـيستا شخص محبوب من اللاعبين، ونشيط للغاية على الخطوط، ويمثل نموذجاً للمدرب المحلي الناجح.
كيف تلعب الرأس الأخضر؟
يعتمد المنتخب على خطة 4 2 3 1، مع هجوم سريع ومباشر، وتحركات مستمرة بين رباعي المقدمة.
يحصل الفريق على عرضيات مستمرة من الظهيرين، ويستند دفاعه إلى ثنائي قوي بين روبرتو «بيكو» لوبيس (المولود في إيرلندا) وديني بورخيس.
من هو اللاعب الأهم؟
الحارس والقائد «فوزينيا»، وهو القلب العاطفي للمنتخب.
لكن اللاعب الأكثر ترقباً هو المهاجم دايلون ليفرامينتو، المولود في روتردام، والمعار من هيلاس فيرونا إلى كازا بيا البرتغالي.
سجل ليفرامينتو الهدف الأهم في تاريخ منتخب بلاده أمام الكاميرون، ثم هدفاً حاسماً آخر أمام إسواتيني.
ما الذي يجب معرفته أيضاً؟
يعتمد المنتخب على لاعبين كُثر من أبناء الجاليات، ما منح الفريق عمقاً أكبر وهوية عاطفية مميزة؛ فالكثير.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط - رياضة





