في ربيع عام 2020، بدأت رحلة آني سيدوريك مع سلسلة من الأعراض الغامضة حين استيقظت على ألم شديد في الفك، سرعان ما تطور إلى اضطراب في مفصل الفك الصدغي نتيجة الضغط النفسي.

ورغم خضوعها لعمليات جراحية، لم يتوقف الألم بل ترافق مع انقطاع الدورة الشهرية وآلام متفرقة في الورك والساق والحوض، ما دفعها إلى سلسلة من الفحوصات والعلاجات غير المجدية، بحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ومع انتقالها إلى نيويورك، لاحظت تغيرات جسدية غير مألوفة: تورم الوجه والأصابع وانكسار خاتمها الذهبي بسبب الانتفاخ.

عزت آني ذلك بداية إلى ضغوط الحياة، لكن استمرار الأعراض دفعها إلى البحث عن إجابات. مرض "ضخامة الأطراف"وفي عام 2022، وبعد إنفاق أكثر من 21 ألف دولار في عيادة خاصة بكولورادو، كشفت الفحوصات عن ارتفاع غير طبيعي في هرمون النمو (IGF-1) ووجود ورم في الغدة النخامية.

وكان التشخيص النهائي إصابتها بمرض نادر يُعرف بـ"ضخامة الأطراف" وهو اضطراب يسبب نموا مفرطا للعظام والأنسجة الرخوة.

ورغم أن بعض العلامات الكلاسيكية لم تكن واضحة لدى آني، فإن آلام المفاصل وتورم الوجه واليدين أكدت الحالة.

وأُجريت لها جراحة لإزالة الورم في أبريل 2022، لكنها واجهت مضاعفات خطيرة تمثلت في التهاب سحايا بكتيري استدعى تدخلا عاجلا.

اليوم، وبعد أعوام من المعاناة، تعيش سيدوريك مع واقع جديد. ورغم أن بعض التشوهات العظمية لا يمكن عكسها فإن التشخيص المبكر نسبيا ساعد في السيطرة على الأعراض.

تتابع آني حالتها مع أطباء الغدد الصماء كل 6 أشهر، وسط تحذيرات من احتمالية عودة المرض بنسبة تصل إلى 40% خلال عقد واحد.

ورغم الألم المستمر، تحاول آني سيدوريك دمج مرضها في حياتها اليومية، فهي لا تزال تمارس الرياضة وشاركت في ماراثونات كبرى وتعمل في مجال الاستدامة.

ومن الخارج تبدو حياتها طبيعية، لكنها تصف التحدي الأكبر بأنه "العيش مع عدم اليقين"، حيث يتطلب الأمر ثقة دائمة في قراءة إشارات جسدها والتعامل مع مرض غير مرئي قد يغير ملامحها في أي وقت.(ترجمات)۔

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد