تستقبل أبوظبي الجولة الختامية من موسم فورمولا 1 لعام 2025 على حلبة مرسى ياس، اليوم الأحد، في سباق يُنتظر أن يجمع بين الإثارة الرياضية والتأثير الاقتصادي المتزايد للحدث.
وعلى الرغم من أن الأنظار تتجه نحو هوية بطل العالم، فإن السباق يحمل هذا العام بُعداً اقتصادياً واضحاً يعكس قدرة الرياضة على تعزيز قطاعات السياحة والضيافة والإنفاق داخل الدولة.
يشكّل سباق أبوظبي للفورمولا 1 منصة مهمة لرعاة بارزين من الشركات العالمية والإماراتية في الحدث، منها بنك أبوظبي الأول باعتباره أحد الرعاة البارزين، حيث يستفيد البنك، إلى جانب مجموعة واسعة من الرعاة والشركات المشاركة، من البيئة الحيوية التي يوفرها السباق لإجراء اجتماعات عمل، وبناء شراكات جديدة، وتوقيع اتفاقات تجارية تمتد آثارها لما بعد أيام الفعالية.
وتتحوّل حلبة مرسى ياس خلال هذه الفترة إلى مركز تواصل اقتصادي ضخم، تجمع فيه المؤسسات الكبرى عملاءها وشركاءها في أجواء تجمع بين متعة الرياضة ومصالح الأعمال، ما يعزّز العوائد غير المباشرة للحدث ويدعم مكانة أبوظبي مدينة تستقطب الاستثمار وصناعة القرار.
حلبة مرسى ياس، التي تُعد من أبرز المسارات في روزنامة الفورمولا 1، تمتد على مسافة 5.281 كيلومتراً وتتضمن 16 منعطفاً صُمِّمت لاستقبال أسرع السيارات في العالم.
ويُقام سباق هذا العام على 58 لفة بمسافة إجمالية تصل إلى 306.183 كيلومتر، ليكون الجولة الرابعة والعشرين والأخيرة في بطولة العالم التي تُختتم في 7 ديسمبر 2025.
وتشهد أبوظبي هذا الموسم واحدة من أكثر المنافسات شراسة في السنوات الأخيرة، حيث يتصدر البريطاني لاندو نوريس سائق ماكلارين الترتيب العام، فيما يحافظ الهولندي ماكس فيرشتابن سائق ريد بول على موقعه منافساً شرساً بخبرة واسعة على هذا المضمار.
كما يدخل الأسترالي أوسكار بياستري سائق ماكلارين على خط المنافسة بقوة، بعد أن حافظ على أداء ثابت جعله قريباً من دائرة اللقب، وتسهم هذه المنافسة الثلاثية في رفع مستوى الاهتمام العالمي بالسباق، سواء من جمهور الرياضة أو من المتابعين للجانب الاقتصادي الذي يرافق الحدث.
وتشير التوقعات إلى أن سباق هذا العام سيشهد حضوراً جماهيرياً أكبر مقارنة بالسنوات السابقة، ما يعزّز حجم الإنفاق المرتبط بالفعالية، خصوصاً في قطاعات السفر والإقامة والمطاعم والتجزئة.
الأثر الاقتصادي.. إنفاق قياسي وزيادة متوقعة سجّلت النسخة الماضية من الجائزة في 2024 رقم إنفاق قياسياً، حيث بلغ زوار السباق نحو 192,000 شخص، وأنفقوا 1.25 مليار درهم إماراتي على مدار أربعة أيام. وكانت نسبة الحضور من خارج الإمارات نحو 70%، ما يدل على جاذبية دولية للسباق فيما دعم الإنفاق الكبير قطاعات السفر والضيافة والمطاعم في أبوظبي، وأسهم في تسليط الضوء على الإمارة وجهة سياحية ورياضية عالمية.
واليوم، مع الإقبال الكبير على تذاكر 2025 بحسب تصريحات جهات تنظيمية، يتوقع أن تكون الأرقام هذا العام أعلى من 2024، وسيكون لذلك أثر واضح في الاقتصاد المحلي، من إنفاق الزوار إلى إشغال الفنادق والمطاعم والنقل والخدمات المتعلقة بالسياحة.
تكلفة سيارات F1.. استثمار هائل في الأداء ولفهم أهمية الاستثمار في هذه الرياضة، يكفي أن تعرف أن تكلفة بناء سيارة واحدة من سيارات الفورمولا 1 الحديثة في 2025 تُقدّر بـ15 16 مليون دولار أميركي (قد تختلف حسب الفريق والمكونات). هذا الرقم يشمل الهيكل (chassis)، ووحدة الطاقة (الهجين)، والإلكترونيات، وكل مكونات السباق. ولكن كلفة تشغيل الفريق بالكامل، أي التطوير، والصيانة، والنقل، والمهندسين، والتجربة، تكون أعلى بكثير، ما يوضح ضخامة الموارد المطلوبة لتحقيق المنافسة على المستوى العالمي.
فورمولا 1.. محرك اقتصادي لأبوظبي سباق أبوظبي 2025 لا يمثل مجرد ختام لموسم الفورمولا 1، بل يشكّل فرصة اقتصادية واستراتيجية واسعة للإمارة. فالحدث يستقطب أعداداً كبيرة من الزوار الدوليين، ما يرفع معدلات الإشغال الفندقي ويزيد حجم الإنفاق في المطاعم والمقاهي والأنشطة الترفيهية، ليخلق دورة اقتصادية نشطة خلال أيام السباق.
كما يمنح السباق دفعة قوية لقطاعات الضيافة والتجزئة والسفر في الإمارات، حيث ترتفع حركة الحجوزات في الفنادق وشركات الطيران، إلى جانب زيادة الطلب على الخدمات المرتبطة بالسياحة، ما يعزز العوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة.
ويمثل الحدث أيضاً منصة عالمية تُبرز صورة أبوظبي وجهة رياضية وثقافية راقية، خصوصاً مع التغطية الإعلامية الدولية وحضور شخصيات عالمية، ما يدعم مكانة الإمارة على الخريطة السياحية والاقتصادية.
وعلى جانب آخر، يعكس السباق حجم الاستثمارات الموجهة نحو تطوير تكنولوجيا السيارات وأدائها، وهي استثمارات لا تقف عند حدود المضمار، بل تمتد إلى صناعات السيارات والابتكار، بما يسهم في نقل المعرفة ودعم التطور التقني في هذا المجال.
وإذا تحققت التوقعات بزيادة أعداد الزوار والإنفاق خلال نسخة هذا العام مقارنة بعام 2024، فسوف يؤكد الحدث من جديد أن سباقات الفورمولا 1 ليست مجرد رياضة جماهيرية، بل هي محرك اقتصادي حقيقي يسهم في تنشيط قطاعات حيوية ودعم الاقتصاد المحلي بشكل ملموس.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
