شهدت مدينة البترا الأثرية مؤخراً رصداً لظاهرة فلكية نادرة، تمثلت بظهور البدر العملاق فوق السيق بمحاذاة مبنى الخزنة، في مشهد استثنائي "يعجز عن تصويره الكاميرات" كما وصفه الخبراء. وقد تم توثيق هذا الحدث مباشرة من أمام الخزنة من خلال جمعية الرواد للسياحة الفلكية، بالتعاون مع سلطة إقليم البترا التنموي السياحي.
أستاذ الفيزياء النظرية ورئيس الجمعية الفلكية الأردنية، الدكتور عمار السكجي، كشف عن عمق التجربة التي تكتمل فيها المعرفة بالشغف، وقال: الفلك ليس مجرد علم، بل هو نافذة واسعة على فهم الكون وقوانينه، يحمل بعداً ثقافياً وحضارياً عريقاً، ويرتبط بالتاريخ والآثار - علم الفلك الآثاري. منه نقرأ أسرار المعابد والمحاريب المنحوتة بدقة لتتوافق مع حركة الأجرام، تلك الشواهد تكشف عمق العلاقة بين الإنسان والسماء عبر آلاف السنين.
وهذا الحدث تحديداً، كان نتاج سنوات من الرصد والحسابات، حيث وضعتُ أمامي ظاهرة "الثبات القمري الكبير"، تلك الدورة التي تتكرر كل 18.6 سنة، وتزداد جمالاً بتزامنها مع البدر العملاق.
وعملت على دمج بيانات فلكية دقيقة مع جيومكانيات البترا، وكان الهدف هو تأكيد ما همست به الحسابات: في ذروة الثبات القمري، سيظهر القمر فوق السيق وكأنه يصعد سلماً سماوياً من القاع إلى القمة، ليطلّ على الخزنة في لحظة لا تتكرر إلا كل عقود طويلة.
وأضاف، لقد كنا ننتظر هذا اليوم تحديداً. ورغم التحديات الكبيرة بسبب تقرير الأحوال الجوية الذي تنبأ بأمطار وسيول خطرة، وتم على أثره إلغاء الفعالية العامة، إلا أن الشغف دفعنا إلى الذهاب بمجموعة محدودة. وهناك، في سكون السيق الليلي، حدثت المفاجأة التي حسبناها بدقة: القمر العملاق ارتفع من أسفل السيق، ثم أخذ يصعد بين الجدران الوردية رويداً رويداً، حتى بلغ أعلاها، كأنه يعرف هذا الطريق منذ آلاف السنين، يضيء الخزنة بوهجٍ ناصع تعجز العدسات عن التقاطه كما هو. كانت لحظة يمتزج فيها العلم بالعاطفة، والرياضيات بالدهشة، لقد استلمنا رسائل القدماء.
المشهد كان خرافياً بحسب الدكتور، لكن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
