رغم أن كثيرين لم يسمعوا به من قبل، يعد اللوتين واحدا من أهم العناصر الغذائية الضرورية لحماية صحة العين على المدى الطويل. هذا الصباغ الأصفر الطبيعي، الموجود في الخضروات والفواكه وصفار البيض، ينتمي إلى مجموعة الكاروتينات التي يتميز الجسم بعدم قدرته على تصنيعها ذاتيًا، ما يجعل الحصول عليه عبر الغذاء أو المكملات أمرا أساسيا.كيف يحمي اللوتين العين؟ويُصنف اللوتين ضمن مركبات الزانثوفيل، ويتراكم تحديدا في منطقتين بالغتي الأهمية داخل العين وهماالبقعة الصفراء (الماكيولا) وعدسة العين،المنطقتان الوحيدتان اللتان يوجد فيهما اللوتين مع مركب آخر مرافق له يُعرف باسم زياكسانثين بتركيزات عالية.وأوضح باحثون في دراسة نُشرت في مجلة Advances in Nutrition أن: "من بين جميع الكاروتينات الموجودة في الغذاء والدم، لا يتواجد في أنسجة العين الحساسة سوى اللوتين والزياكسانثين".ويعمل هذان المركبان على تصفية الضوء الأزرق الضار وتحـييد الجذور الحرة التي تتلف خلايا العين، وهي آلية وقائية مهمة في تقليل خطر الإصابة بإعتام عدسة العين (المياه البيضاء).وكشفت تجربة علمية عشوائية نُشرت عام 2025 في مجلة Frontiers in Nutrition، شملت 70 شخصا يستخدمون الشاشات الإلكترونية أكثر من 6 ساعات يوميا، أن من تناولوا 10 ملغ من اللوتين و2 ملغ من الزياكسانثين يوميا شهدوا تحسنا ملحوظا في إفراز الدموع وسرعة تعافي العين من إجهاد الضوء، مقارنة بمن تلقوا دواء وهميا.كما أكدت مؤسسة اكتشاف أدوية الزهايمر أن ارتفاع استهلاك اللوتين يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بإعتام العدسة، إضافة إلى دوره المثبت في الوقاية من الضمور البقعي المرتبط بالعمر.كيف نزيد من استهلاك اللوتين؟ولا تقتصر فوائد اللوتين على النظر فقط، إذ تشير أبحاث حديثة إلى أنه قد يلعب دورًا في حماية الدماغ ودعم الوظائف الإدراكية عبر تقليل الإجهاد التأكسدي، مع الإشارة إلى أن فقدان البصر غير المعالج يُعد عامل خطر قابل للتعديل في الإصابة بالخرف.تُعد الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والكرنب، إضافة إلى الذرة والقرع وصفار البيض، من أغنى المصادر الطبيعية باللوتين. ويوصي خبراء التغذية بجرعة تتراوح بين 10 و20 ملغ يوميًا عبر المكملات الغذائية عند الحاجة، مع ضرورة تناوله مع الدهون الصحية لتحسين امتصاصه، كونه من العناصر الذائبة في الدهون.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
