أماط فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اللثام رسمياً عن هوية الربان الجديد لسفينة المنتخب المغربي الأولمبي، معلناً تعيين الإطار محمد وهبي مدرباً للنخبة المغربية، لقيادتها في مسار التصفيات والمشاركة المرتقبة في دورة الألعاب الأولمبية "لوس أنجلوس 2028".محمد وهبي مدربا للمنتخب الأولمبيوجاء هذا الإعلان الهام خلال مشاركة رئيس الجامعة في فعاليات "الأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل" التي احتضنتها جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث أكد أن وهبي سيشرف على العارضة الفنية للمنتخب المغربي الأولمبي خلفاً لمواطنه طارق السكتيوي، الذي بصم على مسار متميز توج بإحراز الميدالية النحاسية التاريخية في أولمبياد باريس 2024. ويعكس هذا التعيين الثقة الكبيرة التي تضعها الجامعة في كفاءة وهبي، وتكريساً لاستراتيجية الاستمرارية وتصعيد الأطر التقنية رفقة الأجيال التي يشرفون على تكوينها، وهو النهج الذي أثبت نجاعته سابقاً.ويأتي اختيار وهبي تتويجاً لمسار استثنائي بصم عليه رفقة منتخب الشباب، حيث قاد كتيبة "أشبال الأطلس" لتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الوطنية، تمثل في التتويج بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة التي أقيمت في تشيلي.وجعل هذا الإنجاز العالمي أسهم المدرب المغربي ترتفع بشكل صاروخي في بورصة المدربين، حيث انهالت عليه العروض المغرية من أندية ومنتخبات أجنبية، إلا أنه فضل الوفاء بالتزاماته تجاه الجامعة والإيمان بمشروعه الرياضي الطموح لتطوير الكرة الوطنية.من هو محمد وهبي؟ولد محمد وهبي في 7 سبتمبر 1976 في بروكسل، ويحمل الجنسيتين المغربية والبلجيكية. بدأ مسيرته المهنية كمدرس، قبل أن يقوده شغفه بكرة القدم إلى عالم التدريب عبر بوابة أكاديمية نادي أندرلخت البلجيكي العريق في عام 2003.هناك، تدرج في تدريب مختلف الفئات السنية، بدءًا من فئة تحت 9 سنوات، وصولًا إلى منصب مساعد مدرب الفريق الأول، وساهم في تكوين نجوم أصبح لهم شأن كبير في الكرة الأوروبية.توجت مسيرته الأكاديمية بحصوله على أعلى شهادة تدريبية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا برو"، ما منحه قاعدة علمية صلبة بنى عليها فلسفته التدريبية.يمثل وهبي، خريج المدرسة، جيلًا جديدًا من المدربين المغاربة الذين يجمعون بين التكوين الأكاديمي الأوروبي والرؤية التكتيكية الحديثة، وهو ما مكّنه من بناء فريق صلب ومنظم أثار إعجاب وسائل الإعلام العالمية.منذ تعيينه على رأس الإدارة الفنية لمنتخب المغرب للشباب في مارس 2022، خلفًا لعبد الله الإدريسي، نجح وهبي في تحويل الفريق إلى قوة لا يستهان بها على الصعيدين القاري والعالمي.بدأت بصمته تتضح سريعًا، فقاد المنتخب للتتويج ببطولة شمال إفريقيا، ثم حقق وصافة كأس أمم إفريقيا في مصر بعد 6 أشهر فقط من توليه المهمة، قبل أن يكتب التاريخ في مونديال تشيلي.يعتمد وهبي على فلسفة أوروبية واضحة قائمة على الانضباط التكتيكي والصلابة الدفاعية، معتمدًا غالبًا على خطة 4-2-3-1 التي تمنح فريقه السيطرة على وسط الميدان، وهو ما أشاد به الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي وصفه بالمدرب الذي يمثل "الخبرة والرؤية طويلة المدى".يتميز وهبي بشخصيته الهادئة وثقته الكبيرة في حساباته الرياضية وقدرات لاعبيه، فهو قليل الكلام وكثير العمل، ولا يبحث عن مبررات أو أعذار خارجية.(المشهد)۔۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
