انطلقت النسخة الثانية من قمة فوربس الشرق الأوسط للسياحة العلاجية والرفاهية الصحية، بالشراكة مع المستشفى الأمريكي دبي، والمنعقدة خلال يومي 9 10 ديسمبر/كانون الأول 2025، لترسّخ مكانتها كمنصّة رائدة تجمع نخبة صنّاع القرار وقادة الرعاية الصحية وروّاد الابتكار والمستثمرين في قطاعي الضيافة والرفاهية الصحية.
تأتي القمة فيما يقود هؤلاء القادة تطوّرًا لأحد أسرع القطاعات نموًا في المنطقة، ويساهمون بفاعلية في إعادة رسم مستقبل الرعاية والرفاهية الصحية عالميًا.
وتضمّن برنامج القمة جلسات نقاشية معمّقة تُبرز الدور المتنامي لدولة الإمارات في صياغة مستقبل الرعاية الصحية والرفاهية، ومسار تحولها إلى وجهة رائدة في السياحة العلاجية، إلى جانب تطوير نماذج تأمين متقدمة توسّع نطاق وصول المرضى من مختلف أنحاء العالم إلى خدمات عالية الجودة. كما تستعرض الجلسات أحدث الابتكارات التي تُسهِم في تبسيط الإجراءات والارتقاء بتجربة المرضى، بما يعكس التزام المنطقة بترسيخ معايير عالمية جديدة ضمن منظومة الرعاية الصحية الشاملة.
عروض فنية افتتاحية تلهم الحضور استهلّت القمة فعالياتها بعروض أدائية مفعمة بالطاقة، قدّمت انطلاقة تعبّر عن تجربة شمولية وغامرة. فقدّمت هناء البرنو العرض المُلهِم "رقصة القلب"، وهو لوحة تعبيرية تحتفي بقوة التعبير الأصيل عن الذات. وتبعها عرض "إيقاعات التواصل" لفرقة Dubai Drums، الذي بثّ إيقاعًا جماعيًا نابضًا بالحيوية، وملأ القاعة بروح الانسجام والتفاعل المشترك. كما أثرت كلارا صوفيا فعاليات القمة بعرض "أصداء الروح"، وهو أداء تأملي يمزج بين الإبداع الصوتي وتجربة حسّية غامرة تعكس أبعاد الصحوة الداخلية، وتوقظ الحواس وتلامس المشاعر بعمق.
كلمة الافتتاح: الصحة والرفاهية الحصية أساس الحياة المتوازنة في كلمتها الافتتاحية، أكدت خلود العميان، الرئيسة التنفيذية ورئيسة تحرير فوربس الشرق الأوسط، على الأهمية العالمية للصحة والرفاهية الصحية. وقالت: "نحن هنا اليوم لأن الصحة والرفاهية الصحية ليستا مجرد خدمات اختيارية، بل هما أساس الحياة المتوازنة والمليئة بالإنجاز".
وأشارت إلى أن مستقبل السياحة العلاجية يتجاوز حدود العلاج السريري التقليدي. وأضافت: "الرفاهية الصحية لا تُقاس بالعلاج وحده، بل هي شراكة متكاملة نظام بيئي يجمع بين الرعاية الصحية والتكنولوجيا والضيافة والسياسات والخبرة الإنسانية".
وتابعت العميان: "لهذا السبب نجتمع اليوم: لتعزيز هذا النظام، وربط مختلف القطاعات معًا، وإعادة تصور الرعاية الصحية المرتكزة على المريض بما يتوافق مع المعايير العالمية، ويُشكل نموذجًا جديدًا للرفاهية الصحية على مستوى العالم".
خلال كلمته، سلّط شريف بشارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا والمستشفى الأمريكي دبي، الضوء على تزايد ثقة العالم بدبي وجاذبيتها العالمية في مجال الرعاية الصحية، مؤكدًا: "دبي ليست مجرد وجهة عالمية، بل هي مكان يثق الناس فيه بصحتهم وشفائهم ومستقبلهم".
وأضاف بشارة أن التحوّل في مفهوم السياحة العلاجية أصبح واضحًا، قائلاً: "لم يعد الناس يسافرون طلبًا للعلاج فقط، بل من أجل الأمل، والطمأنينة، ولإيجاد مكان يشعرون فيه بالعناية الحقيقية والاهتمام الكامل".
وأبرز بشارة من خلال كلمته الدور المتنامي لدبي في تقديم نموذج عالمي للرعاية والرفاهية الصحية، حيث تلتقي الابتكارات الطبية مع تجربة الإنسان لتوفير بيئة شاملة تحاكي تطلعات المرضى والزوار على حد سواء.
وزير الاقتصاد والسياحة الإماراتي في كلمته الرئيسية، شدّد وزير الاقتصاد والسياحة لدولة الإمارات عبدالله بن طوق المري، على رؤية الإمارات في تطوير السفر المرتكز على الرفاهية الصحية، موضحًا أن المسافرين اليوم يبحثون عن وجهات تساعدهم على العيش بشكل أفضل، والشعور بالراحة، والتمتع بصحة أفضل مع تقدم العمر، مؤكّدًا أن الإمارات استجابت لذلك بوضوح وطموح واعد.
وأشار الوزير المري إلى النهج الموحد الذي تتبناه الدولة في دمج القطاعات المختلفة لتحقيق هذا الهدف، قائلاً إن الإمارات تبني نظامًا متكاملًا حيث تعمل الرعاية الصحية والسياحة والتكنولوجيا بتناغم كامل، لتقديم تجربة شاملة تعكس طموحات الزوار وتلبي احتياجاتهم الصحية والرفاهية الصحية بشكل متكامل.
وأضاف أن المستقبل سيكون للمقاصد التي تستثمر في الابتكار والرعاية الإنسانية المرتكزة على الإنسان، وأن الإمارات تسعى بوضوح لتكون واحدة من هذه الوجهات الرائدة عالميًا في مجال السياحة العلاجية، مستفيدة من بنيتها التحتية المتقدمة، ورؤيتها الطموحة، ونهجها الذي يضع الإنسان في قلب كل قرار.
المستشفيات الذكية: إعادة صياغة تجربة السياحة العلاجية جمعت الجلسة النقاشية الأولى من اليوم قادة قطاع الرعاية الصحية لاستكشاف كيف تعيد المستشفيات الذكية تشكيل تجربة السياحة العلاجية، من خلال تنسيق أقوى، تكامل رقمي، وتقديم رعاية أكثر تخصيصًا للمرضى.
وأوضح الدكتور مهيمن عبد الغني، الرئيس التنفيذي لمستشفى فقيه الجامعي في دبي، أن الرعاية الصحية غنية بالبيانات، لكن قيمتها الحقيقية تظهر عندما تتحول هذه البيانات إلى معلومات تُسهم في تنقل المرضى عبر النظام بسلاسة، مؤكدًا أن المرضى اليوم يتوقعون تجارب استثنائية مدعومة بالتحول الرقمي.
ومن جانبه، شدد محمد المهيري، مدير إدارة السياحة الصحية في هيئة الصحة بدبي، على أن الثقة تشكل حجر الزاوية في السياحة العلاجية، مشيرًا إلى أن المرافق المعتمدة، التنظيم الصارم، والرؤية الموحدة تضمن حصول كل مريض على رعاية آمنة وعالمية المستوى، مع إبراز تنوع التخصصات الطبية المتاحة في دبي كعامل جذب رئيسي للزوار.
بدوره، أشار الدكتور جاك قبرصي، المدير الطبّي الأول في مجموعة ميديكلينيك الشرق الأوسط، إلى أن المسافرين لا يسعون فقط للعلاج، بل للرعاية المتعلقة بحالات قد تغيّر حياتهم، مؤكدًا أن التميز الطبي والسلامة وتجربة المريض يجب أن تكون الأولوية القصوى، مضيفًا أن النتائج وكيفية العناية بكل مريض هي المقياس الحقيقي للتميز في الرعاية الصحية.
الابتكار الذكي والتكامل الإنساني في الرعاية الصحية بعد استعراض دور المستشفيات الذكية في إعادة صياغة تجربة السياحة العلاجية، انتقلت القمة إلى الجلسة النقاشية الثانية التي ركّزت على تكامل السياحة المتقدمة مع الابتكارات الصحية الذكية في دبي، تحت إدارة سالي موسى، مقدمة البرامج والمنتجة الأولى في فوربس الشرق الأوسط.
وقد أوضح سعادة مشعل عبدالكريم جلفار، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، أن نجاح دبي في تقديم رعاية صحية متقدمة يعتمد على نموذج طوارئ متكامل يربط الحكومة بالقطاع الخاص والمجتمع، مشيرًا إلى أن "خدمات دبي للإسعاف موجودة لهدف واحد إنقاذ الأرواح، ويتم تحقيق ذلك من خلال شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع". وأضاف أن الخدمات لم تعد تقتصر على النقل الطبي، بل أصبحت نظامًا متكاملًا للطوارئ يعتمد على الطوارئ عن بُعد والذكاء الاصطناعي التنبؤي لتقديم نتائج عالمية المستوى في إنقاذ الحياة.
من جانبه، شدد شريف بشارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا والمستشفى الأمريكي دبي، على أن التقنية والجانب الإنساني يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب في الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن "المرضى لا يهتمون بالآلات، بل بالإنسانية. التكنولوجيا تدعم الرعاية لكنها لا تحل محل اللمسة الإنسانية". وأكد بشارة على طموحات دبي في السياحة العلاجية، قائلًا: "نهدف لجعل دبي الوجهة الأولى عالميًا للرعاية الصحية، ولهذا نعمل مباشرة مع المرضى لضمان الثقة والشفافية وتقديم رعاية عالمية المستوى".
بهذه الرؤية المتكاملة، تؤكد دبي مكانتها الرائدة في ربط الابتكار الصحي المتقدم بالتجربة السياحية، وتقديم نموذج عالمي يجمع بين الجودة، الأمان، والرحلة الشخصية لكل مريض وزائر، ما يعكس التزام المدينة بإعادة تعريف معايير السياحة العلاجية والرفاهية الصحية على المستوى الدولي.
المنصات الرقمية والقيمة المضافة للسياحة الطبية واصلت القمة فعالياتها بجلسة متخصصة استكشفت مستقبل السياحة الطبية ذات القيمة المضافة، والمنصات الرقمية للصحة، ورعاية الصحة والرفاهية الصحية، مع التركيز على التوسع في السياحة الطبية بالإمارات ودمج العلاجات الحديثة والدقة الروبوتية والذكاء الاصطناعي في الرعاية الاختيارية.
افتتح مروان عبدالعزيز جناحي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم مجمع دبي للعلوم، الجلسة موضحًا أهمية الدمج بين البنية التحتية والتعاون البشري، وقال: "في مجمع دبي للعلوم، نركز على عنصرين أساسيين. الأول هو البيئة المبنية، أي المرافق المتكاملة من المختبرات إلى التصنيع وكل ما بينهما. لكن هذا مجرد الأساس. أما العنصر المهم الآخر فهو العنصر البشري: كيفية استخدام الناس لهذه المساحات، وكيفية تواصلهم، وكيفية تعاونهم في المشاريع المستقبلية، وربطهم بالنظام البيئي الأوسع، بما يشمل الجهات الحكومية والجامعات والصناعة، سواء الشركات متعددة الجنسيات أو الشركات الناشئة".
من جانبه، شدد الدكتور رمضان إبراهيم البلوشي، مستشار المدير العام لهيئة الصحة بدبي، على جاهزية دبي للتقدم التكنولوجي والريادة في الذكاء الاصطناعي، موضحًا: "كانت دبي من أوائل المدن التي تعاملت مع الذكاء الاصطناعي عبر توضيح وتعزيز الإطار التنظيمي وتشجيع السياسات المناسبة. الأمر يتعلق ببناء النظام البيئي الصحيح، الذي يضم ثلاثة أذرع: التعليم، والبحث العلمي، والمستشفيات. بمجرد اكتمال هذا المثلث ووضع النظام البيئي في مكانه، سيأتي المرضى".
وفي إطار ربط الابتكار الطبي بمعايير السلامة العالمية، أشار الدكتور حيدر أرجوماند، الرئيس الطبي للمجموعة، المستشفى الأمريكي دبي، إلى مقارنة الطب بقطاع الطيران قائلاً: "كثيرًا ما قورن الطب بقطاع الطيران، وهو أحد أكثر القطاعات أمانًا في العالم. نحن بحاجة إلى السعي لتحقيق نفس مستوى السلامة في الرعاية الصحية. إذا أردت أن يأتي المرضى إلى دبي وتنمو السياحة الطبية، يجب أن تقدم أفضل رعاية ممكنة. وهذا ما نهدف إليه في المستشفى الأمريكي".
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن التكامل بين التكنولوجيا الحديثة، والبنية التحتية المتطورة، والتعاون البشري الفعّال يشكل الأساس لنمو السياحة الطبية في الإمارات، بما يضمن تقديم رعاية صحية دقيقة وآمنة وذات قيمة مضافة للمرضى من مختلف أنحاء العالم.
منصات الصحة الرقمية لتعزيز الرفاهية الصحية وفي جلسة نقاشية بعنوان "دور منصات الصحة الرقمية في تعزيز الرفاهية الصحية"، استعرض المتحدثون كيفية توظيف البيانات المتكاملة، والإرشاد الصحي، وخدمات التنقل في الرعاية لتحقيق نتائج ملموسة وتحسين تجربة المرضى.
وأشار محمد الحصري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة VIWELL، إلى شمولية مفهوم الرفاهية الصحية، مؤكدًا: "الرفاهية الصحية ليست تدخلًا منفصلًا يحدث بمفرده، بل هي عملية شاملة تتحقق عندما يكون الشخص متوازنًا عبر ستة محاور رئيسية: البدني، النفسي، التغذوي، الاجتماعي، المالي، والمهني أو الوظيفي".
من جانبه، أبرز شهاب مكانيل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ShopDoc، الدور التمكيني للصحة الرقمية، موضحًا أن: "أقوى ما توفره الصحة الرقمية هو تمكين كل من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، وفتح طرق جديدة ومبتكرة للتواصل بينهم. وإذا نظرنا إلى دبي، فإن البنية التحتية المتطورة، والربط العالمي، واللوجستيات السلسة تمنح المدينة كل المقومات لتصبح مركزًا عالميًا للسياحة الطبية وخدمات الصحة والرفاهية الصحية".
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن دمج منصات الصحة الرقمية مع رعاية متكاملة وشاملة يمكّن المرضى من تحقيق رفاهية صحية متوازنة ومستدامة، ويعزز مكانة دبي كمركز رائد للابتكار الطبي والسياحة الصحية على مستوى العالم.
السياحة الطبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقد تطرقت جلسة نقاشية حول "السياحة الطبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" إلى أحدث التطورات في قطاع السفر الطبي واحتياجات المرضى المتغيرة في المنطقة.
سلّطت بيغي لي، الرئيسة التنفيذية والشريكة الإدارية لدى SPS Affinity، الضوء على التحولات الكبيرة في توقعات المرضى في قطاع السياحة الطبية: "لم تعد الإقامة لمريض السياحة الطبية مقتصرة على يوم أو يومين فقط، بل يسعى المرضى للبقاء طوال فترة العلاج، أحيانًا لأسبوع أو أكثر. هذا التحول يخلق نظامًا مختلفًا تمامًا ويستلزم إعادة التفكير في كيفية تقديم الرعاية والخدمات".
من جانبه، شدد جون سونيل، الرئيس التنفيذي لمجموعة برجيل القابضة، على أن الثقة والبنية التحتية تشكلان حجر الأساس لنجاح السياحة الطبية، موضحًا: "لدينا بعض من أفضل الجراحين من مختلف أنحاء العالم، وفي هذا القطاع، ثقة المرضى أمر لا غنى عنه. ومع وجود البنية التحتية والكوادر المؤهلة، نستطيع التعامل مع.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط
