إن أذكى التقنيات لا تزال أغبى من القطة، والقضية ليست في إلقاء اللوم على التكنولوجيا، بل في استخدامها بحكمة ومهارة وأخلاق. إيريك بريفمان ناشيونال إنترست
يعتقد معظم الناس أن خطر التكنولوجيا يكمن في ذكائها المفرط. ونخشى أن تتغلب علينا أو تحل محلنا أو تنقلب علينا. وبالنسبة لكثيرين منا، تبدو الأمور في غير صالحنا، ونشعر أن شيئًا ما قد تغير بالفعل بالنسبة لأطفالنا ولنا، ونشعر بالقلق لأننا لا نعرف ما هو.
لقد أعلن عدد من المؤسسات الرائدة مؤخرًا عن التزام بقيمة 500 مليون دولار لضمان "مشاركة الناس في مستقبل الذكاء الاصطناعي". وحتى جوني إيف، مصمم آبل، أقر بأن "القول بأن لدينا علاقة غير مريحة مع تكنولوجيتنا هو أقل ما يمكن قوله". ومع ازدياد قوة الذكاء الاصطناعي وحصوله على المزيد من الاهتمام، نشعر بالقلق من أن التكنولوجيا ستجعل هذا الشعور بعدم الراحة دائمًا.
لكن التكنولوجيا ليست المشكلة، بل المشكلة تكمن في الناس. فالتكنولوجيا أداة لبناء منزل أو إحراقه. وقد استُخدمت العجلة لنقل الطعام للجياع ولصنع عربات الحرب. ونشرت المطبعة التعليم والدعاية. وولّد الانشطار النووي كميات هائلة من الطاقة النظيفة، كما أطلق العنان لأسلحة وكوارث أهلكت الآلاف. وفي قلب كل تقدم تكنولوجي، هناك أناس يتخذون القرارات بشأن كيفية تطبيقه ومكانه.
إن ما هو جديد اليوم ليس قدرة التكنولوجيا على تغيير العالم، بل هو مزيج من مدى انتشار تلك التكنولوجيا والتركيز الشديد للقوة التي تقف وراءها. والابتكارات التي استغرقت عقودًا لتوسيع نطاقها، يمكنها الآن أن تُحدث تأثيرًا هائلًا في غضون أشهر. وقرار واحد يمكن أن يُحدث تأثيرًا عالميًا في لحظة. كما يمكن لقلة من القادة المتهورين ذوي الموارد الهائلة أن يُسببوا ضررًا لا يُصدق.
المشكلة ليست تقنية بل بشرية
الخبر السار هو أن 87% من الناس يرغبون في تحمل المسؤولية الشخصية عن كيفية تشكيل التكنولوجيا لحياتهم، وفق استطلاع حديث أجرته مرسسة تيليسكوب-غالوب. ولأن التكنولوجيا تتطور بسرعة كبيرة، فإن خياراتهم يمكن أن يكون لها تأثير فوري. ولسنا مضطرين لانتظار القادة أنفسهم الذين أوقعونا في هذه الفوضى ليخرجونا منها؛ فنحن لدينا قوتنا الخاصة للتصرف، وعلينا استخدامها.
أولًا، نحتاج إلى العثور على مؤسسي الغد وتزويدهم بالمهارات اللازمة للقيادة بمسؤولية اليوم، قبل أن يصلوا إلى مناصب السلطة. فالتقدم الذي كان يتطلب 20 عامًا قد يستغرق الآن 20 شهرًا، لذا فهي مشكلة اليوم وليس الغد.
وكمثال واحد على ما يمكننا فعله، تتخيل مبادرة "المؤسسون الصاعدون" الناشئة منصة جديدة للمؤسسين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا حول العالم؛ تهدف إلى العثور على المؤسسين ذوي الإمكانات الأعلى في كل مكان وربطهم بالعملاء ورأس المال والمرشدين، مع بناء التفاهم الاجتماعي والمرونة والتواصل قبل فوات الأوان. وسيُشكّل عمل هؤلاء المؤسسين ثقافتنا أسرع مما نعتقد. وعلينا ضمان قدرتهم على القيادة بمسؤولية.
ثانيًا، علينا التوقف عن محاربة حوافز النمو وتزويد القادة بأدوات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة روسيا اليوم
