القدس في المناهج الأردنية المطورة د. ذوقان عبيدات جو 24 :
2024م
ملخّص الدراسة
استهدفت الدراسة معرفة مدى اهتمام المناهج الأردنية بالقدس، ومعرفة صورة القدس في الكتب المدرسية الجديدة التي صدرت منذ عام ٢٠٢١ . استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتم اختيار عيّنة من الكتب المدرسية في مختلف المواد الدراسية.
أوضحت النتائج أن صورة القدس كانت محدودة بالاحتلال، والرغبة في تحريرها، لكن التركيز كان على إبراز قضيتين أساسيّتين هما:
-الوصاية الهاشمية في القدس.
-دور الجيش الأردني في الدفاع عن القدس، وحماية المقدسات فيها.
انتهت الدراسة باستنتاجات في حدود النتائج، مما يعكس ضرورة التوسع في الحديث عن القدس، وبناء وضع سياسي يركز على عروبة القدس، وضرورة تحريرها، وعدم الاكتفاء بالاهتمام بالوضع التاريخي والديني. كما أشارت الدراسة إلى ضرورة بناء صورة سياسية متكاملة للقدس عبر جميع المواد الدراسية بما فيها مناهج العلوم، والرياضيات، وعدم الاكتفاء بما ورد في المواد الإنسانية.
مقدمة:
تصدُر المناهج الأردنية من المركز الوطني للمناهج الذي بدأ أعماله 2019؛ حيث يعمل المركز وفق قانون التربية والتعليم رقم 3 لعام 1994. وينص هذا القانون في مادة رقم 3 على ما يأتي:
- التمسك بعروبة فلسطين.
- القضية الفلسطينية قضية مصيرية للأردن والشعب الأردني، وأنّ العدوان الصهيوني يشكّل تحديّا حضاريّا وسياسيّا للأمة العربية.
وقد بدأ المركز الوطني أعماله بإنتاج إطار عام للمناهج، ركز على أن القضية الفلسطينية هي من المفاهيم الأساسية العابرة لجميع الصفوف، وجميع المواد الدراسية.
هذه المقدمة تشير إلى أن التشريعات الأردنية النافذة تدعم المؤلفين في التركيز على قضايا القدس وفلسطين في جميع المواد بما فيها الرياضيات، والعلوم، والفن، والتربية الرياضية، إضافة لبقية المواد.
ويذكر الباحث من خلال عمله في المركز الوطني للمناهج وجود عقبات " شخصية " وغير رسمية لإدماج مفاهيم القضية الفلسطينية في مناهج الرياضيات، والعلوم تتعلق هذه العقبات بجُبن المؤلفين، أو بنقص وعيهم بأهمية ذلك. وبشكل عام خلت مناهج العلوم، والرياضيات من أي إشارات عن القضية الفلسطينية.
وقد كانت القضية الفلسطينية على مدى تاريخها موضع اهتمام، حيث كان لدينا مادة مستقلة عن القضية الفلسطينية تم إلغاؤها "ربما" بسبب البيروقراطية غير السياسية.
كما كانت قصائد سليمان العيسى، وغيره من الشعراء من المظاهر الطبيعية لكتُبنا. وما زال الكبار الذين درسوا:
القدس داري **ودربُ انتصاري
تظلُّ بــــــــــلادي**هوًى في فؤادي
ولحناً أبيـــــّـــــا** على شفتـــــــــيّا
يتغنّون بها، ويتطلعون إلى إعادتها هي وغيرها إلى المناهج.
وبشكل عام، فقد كانت المناهج السابقة للمناهج المطورة، التي ما زالت بعض كتبها مقررة حتى الآن، حيث ستحل مكانها الكتب المطورة خلال سنتين. وهذه الكتب حسب دراسة أجريت عام 2017 تناقش القضية الفلسطينية بالتركيز على القدس، كما اختزلت القدس بالوصاية الهاشمية (عبيدات:2017).
وبناءً على ما تم عرضه في المقدمة، وعلى ضوء عمل الباحث وخبرته في المركز الوطني للمناهج لا بد من توضيح أن أحدًا ما لم يتدخل في فرض مفاهيم، أو حذفها مما له صلة بفلسطين. وربما- وهذا ليس مثبتًا- أن المؤلفين يدركون بعض الحدود حتى لو لم تصدر لهم أوامر بذلك.
واستنادًا إلى قانون التربية والتعليم رقم 3 لعام 1994، وإلى الإطار العام للمناهج، فإن الاهتمام بالقدس وفلسطين أمر مطلوب قانونيّا وأخلاقيّا وسياسيّا وحضاريّا. ومن هنا، جاءت مشكلة هذا البحث عن القدس في المناهج والكتب الأردنية.
مشكلة البحث وأهميته:
إن تسليط الأضواء على بناء اتجاهات الطلبة نحو القدس، هو أمر حيوي لكل من الطلبة والمجتمع، والقضية الفلسطينية، خاصة وأن القدس تحتل محورًا أساسًا من قضية فلسطين، وأن القدس هي محرك لكل الدوافع، والحوافز الوطنية، والعربية، والدينية.
ومن المعروف عن أهمية القدس فلسطينيا وأردنيّا وعربيّا وإسلاميّا ومسيحيّا، فالأردن يمتلك حق الوصاية الهاشمية على المقدسات، كما أن 7 أكتوبر ارتبط باسم طوفان الأقصى! إضافة لما تحظى به القدس من إرث تاريخي. وما زال في الأردن هيئة ناشطة باسم الجمعية المَلكية لشؤون القدس والمقدسات.
وعلى ضوء ذلك، يمكن تحديد مشكلة البحث بالإجابة عن الأسئلة الآتية:
1- ما مدى اهتمام الكتب المدرسية المطورة بالقدس؟
2- كيف قدمت المناهج والكتب المدرسية قضية القدس للطلبة؟
حدود البحث:
يقتصر البحث مكانيّا على الكتب الأردنية المطورة، التي صدرت عن المركز الوطني للمناهج بعد 2019.
منهجية البحث وإجراءاته
منهجية البحث: اتَّبَع البحث المنهج الوصفي التحليليّ؛ وذلك لمناسبته موضوع البحث وأهدافه، حيث يُتيح المنهج المستخدم اتِّباع الأساليب الكمية، والنوعية لجمع البيانات قيد الدراسة.
مجتمع البحث: تضمّن مجتمع البحث ما يأـتي: تكوّن مجتمع البحث من جميع الكتب المدرسية الحصر الشامل- التي صدرت من المركز الوطني للمناهج وهي:
- كتب الرياضيات لجميع الصفوف.
- كتب العلوم لجميع الصفوف
- كتب التربية الإسلامية لجميع الصفوف.
- كتب اللغة العربية للصفوف: (1،4،7،10(
- كتاب التربية الوطنية للصف العاشر.
- كتب الدراسات الاجتماعية للصفوف: (1،4،7،10(
عيِّنة البحث: تم اختيار جميع الوحدات الدراسية الواردة في الكتب قيد الدراسة كافة مجتمع البحث- بطريقة الحصر الشامل. أداة البحث : تكونت أداة البحث من بطاقة تحليل المحتوى و استخدم الباحث أسلوب تحليل المحتوى النوعيِّ، وهو أحد أساليب البحث العلميِّ المستخدَمة لتحليل البيانات النصِّية التي تهدف إلى توفير المعرفة، والفَهم للظاهرة قيد الدراسة. صدق بطاقة تحليل المحتوى: لغرض الكشف عن صدق بطاقة تحليل المحتوى؛ عُرضت على مجموعة من المحكَّمين، من ذَوي الخبرة والاختصاص؛ لإبداء آرائهم في مدى مناسبة البنود، ووضوحها، كما طُلِب منهم إبداء أيّ ملاحظات إضافية تتعلّق بالصياغة والوضوح، والحذف والإضافة، وأجرى الباحث التعديلاتِ اللازمةَ على البنود التي اقتُرِح تعديلها. الثبات: تمّ التأكّد من ثبات بطاقة تحليل عن طريق الثبات باتِّفاق المحلِّلين. وجاءت نتائج التحليل مطابِقة. وعليه؛ كانت قيمة الثبات بعد تطبيق معادلة هولستي (100%)، وهي قيمة ثبات عالية تبيّن ملاءمة الأداة لتحليل محتوى الوحدات الدراسية. إجراءات البحث: للإجابة عن أسئلة البحث، تم اتخاذ الخطوات الآتية: - جمع الكتب المستهدفة.
- حصر تكرارات ورود كلمتي: القدس، والمسجد الأقصى، وتفريغها في جداول.
- تحليل الأوضاع والسياقات التي وردت فيها.
- استخلاص النتائج وتفسيرها.
- كتابة تقرير البحث.
طريقة حساب نتائج البحث: تم حساب النتائج باتّباع الخطوات الآتية:
- تحليل الكتب بحثًا عن مفهومي القدس والمقدسات الإسلامية في القدس"المسجد الأقصى".
- تسجيل كل مرة تم فيها ذكر أي مفهوم.
- تسجيل سياق عرض المفاهيم والجمل التي وردت فيها.
-تصنيف الجمل إلى مجالات مثل: ( الدور الأردني، ويشمل:.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من جو ٢٤
