الصحة النفسية.. مفتاح التوازن والنجاح للفرد والمجتمع #الأردن

تغدو الصحة النفسية اليوم محورًا رئيسيًا في دراسات الخبراء والباحثين، لما تمارسه من دور حاسم في تشكيل وعي الإنسان وتوجيه سلوكه ودعم قدرته على التفكير بوضوح والعمل بكفاءة . فهي البوصلة التي تنظّم إيقاع الحياة اليومية، وتحدد قدرة الفرد على الإبداع والتفاعل مع محيطه بثقة واتزان، بعيدًا عن الاضطراب وضغوط الحياة المرهقة .

ولا تعني الصحة النفسية مجرد غياب الاضطراب أو المرض، بل هي حالة من الانسجام الداخلي والصلابة النفسية، تمنح الإنسان القدرة على تحويل التحديات إلى فرص للنمو، والتعامل مع مشاعره ورؤيته للحياة بمرونة وقوة، فالفرد المتوازن نفسيًا يستطيع اتخاذ قرارات واعية، وبناء علاقات صحية، والمشاركة الفاعلة في مجتمعه بروح إيجابية .

وفي المقابل، يدفع الإنسان ثمنًا كبيرًا حين تتراجع صحته النفسية؛ إذ تتأثر إنتاجيته وتتدهور جودة علاقاته وتتراجع مبادرته، مما ينعكس على مسار التنمية في مختلف القطاعات . لذلك، يصبح تعزيز الصحة النفسية ضرورة مجتمعية لا يمكن تأجيلها، لأنها الأساس في بناء إنسان قادر على الإسهام في نهضة محيطه وتحقيق توازنه الشخصي والمهني .

إن الارتقاء بالصحة النفسية هو الخطوة الأولى نحو مجتمع أكثر استقرارًا وإنتاجًا ورضا وهو قبل كل شيء استثمار في الإنسان؛ الإنسان الذي يبقى دائمًا جوهر التنمية ومحورها الأهم .

أثر الصحة النفسية على الفرد والمجتمع

يعرّف مستشار أول الطب النفسي الدكتور وليد سرحان : الصحة النفسية بأنها « حالة من السلامة النفسية تمكّن الإنسان من مواجهة ضغوط الحياة، وإدراك قدراته، والتعلم والعمل بفاعلية، والمساهمة في مجتمعه » وفق ما تحدده منظمة الصحة العالمية .

ويضيف إلى أن الصحة النفسية تتنقل على طيف واسع، من ذروة التوازن والأداء الأمثل إلى قاع الضيق والمعاناة، وتظهر لكل فرد بطريقة تختلف عن الآخر . وهي نتاج تفاعل معقد بين عوامل فردية واجتماعية وبنيوية . غير أنّ عوامل مثل الوراثة، وتعاطي المواد، وضيق العيش، والعنف، واللامساواة، قد تهدد صفاء النفس وطمأنينتها، لا سيما في المراحل الحساسة من العمر، مثل مرحلة الطفولة . وتعد الصحة النفسية جزءًا لا ينفصل عن الصحة الجسدية، إذ لا يمكن للإنسان أن يعيش بصحة جسدية فقط .

يشدد د . سرحان على أن تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة يتجاوز مجرد غياب المرض، إذ تعتبر الصحة « حالة من اكتمال السلامة بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا ».

ويضيف أن هذا التعريف يؤكد أن الصحة متكاملة وتشمل عدة جوانب ضرورية لتحقيق الرفاه العام، من بينها السلامة البدنية التي تعكس قدرة الجسم على أداء وظائفه الطبيعية بكفاءة، والسلامة العقلية المرتبطة بالصحة النفسية والقدرة على التعامل مع ضغوط الحياة واتخاذ القرارات السليمة، إلى جانب السلامة الاجتماعية التي تعكس قدرة الإنسان على بناء علاقات إيجابية والمساهمة الفاعلة في المجتمع

يشيرد . سرحان إلى أن الإنسان السليم نفسيًا يعيش حياة ذات نوعية جيدة، ويكون قادرًا على أداء مهامه الأسرية والدراسية والعملية، كما يكون بإمكانه إقامة علاقات أسرية واجتماعية ومهنية متوازنة .

ويضيف د . سرحان أن الحفاظ على الصحة النفسية يتطلب أن يكون الإنسان متوازنًا في عاداته اليومية، من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية، وتنظيم طعامه وشرابه ونومه، مع الابتعاد عن المنبهات والتدخين والمؤثرات العقلية والمخدرات .

كما يشدد د . سرحان على ضرورة طلب مساعدة الطبيب النفسي فور ملاحظة أي تغييرات في التفكير أو المزاج أو الإدراك، أو الاستماع لنصائح الأسرة والأصدقاء الذين يلاحظون هذه التغييرات حتى لو لم ينتبه لها الشخص نفسه .

ويؤكد د . سرحان أن الحلول للمشكلات النفسية لا تكون لدى المشعوذين التقليديين أو معالجي « اللايف كوتش » وإنما تكون لدى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرأي الأردنية

منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 9 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة رؤيا منذ 6 ساعات
صحيفة الرأي الأردنية منذ 15 ساعة
وكالة عمون الإخبارية منذ 9 ساعات
قناة المملكة منذ 10 ساعات
خبرني منذ 7 ساعات
قناة رؤيا منذ 14 ساعة
خبرني منذ 9 ساعات
خبرني منذ 10 ساعات