لطالما ارتبطت الأنظمة الغذائية الصحية والصديقة للبيئة بفكرة الكلفة المرتفعة، باعتبارها خيارا نخبويا لا يراعي ميزانيات الأسر. غير أن دراسة عالمية جديدة تقلب هذه الفرضية رأسا على عقب، مؤكدة أن الأكل الصحي يمكن أن يكون أقل كلفة وأقل أثرا على المناخ في آن واحد.باحثون من كلية فريدمان لعلوم التغذية بجامعة تافتس أجروا تحليلا مقارنا لما يشتريه الناس فعليا من غذاء، مقابل أرخص أنماط غذائية ممكنة تلبي الاحتياجات الصحية الأساسية وتحد في الوقت نفسه من انبعاثات الغازات الدفيئة. وأظهرت النتائج نمطا واضحا عبر دول وثقافات غذائية مختلفة يتمثل في كون الخيارات الأقل سعرا داخل معظم المجموعات الغذائية غالبا ما تكون الأقل بصمة كربونية.واعتمدت الدراسة نماذج غذائية لكل دولة، مستندة إلى 3 معايير: تكلفة الغذاء وتوافره محليا، مدى شيوعه في النظام الغذائي الوطني، ومتوسط الانبعاثات الكربونية عالميا لكل منتج. ومن خلال مقارنة سيناريوهات عدة، تبيّن أن نظاما غذائيا صحيا منخفض التكلفة قد يكون أقل انبعاثا من أنماط غذائية شائعة وأكثر كلفة.فمثلا، أظهرت البيانات أن التحول نحو أطعمة أرخص نسبيًا، مثل الحليب، والبيض، والبقوليات، والأسماك الصغيرة كالسردين، يقلل الانبعاثات مقارنة باللحوم الحمراء. في المقابل، لفتت الدراسة إلى أن الأرز، رغم رخصه في كثير من الدول، يحمل كلفة مناخية مرتفعة بسبب انبعاثات الميثان من حقوله.ويخلص الباحثون إلى قاعدة بسيطة للمستهلكين وصناع السياسات: داخل كل فئة غذائية، الخيار الأرخص غالبًا هو الخيار الأكثر استدامة.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
