في الأسابيع الأخيرة من 2025، أصبحت ناقلات النفط ساحة لصراعات جيوسياسية حادة، حيث تحولت من وسائل نقل تجارية إلى أهداف عسكرية مباشرة. برز ذلك في عملية مصادرة أمريكية درامية لناقلة فنزويلية وسلسلة هجمات أوكرانية على ناقلات أسطول الظل الروسي.
هذه الأحداث تكشف عن أن النفط في قلب الأحداث الجيوسياسية وأحد أهم الوسائل في خنق العوائد المالية وتعزيز وسائل الضغط على الدول المعاقبة لكسب نقاط قوة والاستحواذ على أدوات تفاوضية فعالة.
أسطول الظل الذي تشكل سريعاً بعد تفجر الحرب الروسية - الاوكرانية أصبح هدفاً رئيسياً لأوكرانيا لمنع تدفق النفط الروسي خارج روسيا وإعاقة عائدات النفط الروسية التي تعتقد أوكرانيا أنها تمول آلة الحرب الروسية وتشكل شريانا رئيسياً في عناصر القوة الاقتصادية الروسية.
فنزويلا أيضاً اتبعت نفس النهج لتجاوز العقوبات الخانقة على صادراتها النفطية لتضمن تدفق العائدات المالية التي تشكل أكثر من 90% من مداخيلها لإدارة البلاد.
إيران لجأت إلى الآلية ذاتها هرباً من سطوة العقوبات الأمريكية بعد انسحاب الولايات المتحدة وإلغاء الاتفاق النووي معها، الصادرات النفطية الإيرانية المتجهة إلى الصين اتبعت ذات الأسلوب وقام أسطول الظل بمهمة إيصال النفط الإيراني إلى معامل التكرير الصينية وبعض الموانئ الآسيوية التي تعيد تصديره إلى الصين بدورها.
هذا الأسطول الذي يبحر في عباب البحار متخفياً تحت أعلام دول مثل بنما أو جزر القمر وبناقلات قديمة يُقدر عددها بأكثر من 1400 ناقلة منها نحو 921 معاقبة من الولايات المتحدة أو أوروبا غالباً ما يطفئ أنظمة التتبع لإخفاء مواقعه رغم ما قد ينتج عن مثل هذا الإجراء من مخاطر الحوادث البيئية والتصادمات الكارثية.
اقتصادياً يمكّن هذا الأسطول الدول المعاقبة من الحفاظ على تدفق الإيرادات النفطية الضرورية لهذه الدول، لكنه يرفع تكاليف الشحن والتأمين ويجبر البائعين على تقديم خصومات كبيرة مقابل قبول المشترين المخاطر المترتبة على قبول شراء نفط تحت وطأة العقوبات الأمريكية التي تطول المشترين.
بيد أن أسطول الظل الذي كان يتحرك دون إعاقات حقيقة أصبح تحت تهديد الإيقاف والعمليات العسكرية، ففي العاشر من ديسمبر الحالي نفذت قوات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاقتصادية
