أثار قرار اللجنة المنظمة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بتنسيق مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، اختيار المصري محمد رمضان، لأداء أغنية حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا المزمع تنظيمها بالمغرب، موجة واسعة من الجدل والاستياء في الأوساط الثقافية والفنية، وكذلك لدى فئات عريضة من الجماهير المغربية.
ويرى منتقدو هذا القرار، وعلى رأسهم الدكتور نور الدين بليزيد، أن في الخطوة تقليلاً غير مبرر من قيمة الساحة الفنية الوطنية، التي تزخر بأصوات رجالية ونسائية قوية، فرضت حضورها عربياً ودولياً، وأسهمت في الترويج لصورة المغرب الفنية والثقافية عبر سنوات من العطاء والإبداع.
وتساءل بليزيد، عن المعايير المعتمدة في هذا الاختيار، خاصة في ظل توفر أسماء مغربية وازنة كان بإمكانها تشريف حفل الافتتاح، من قبيل الفنان العالمي فرانش مونتانا، الأمريكي من أصول مغربية، لا سيما وأن إنتاج أغنية الافتتاح يشرف عليه المنتج المغربي العالمي ريدوان ، زميله وصديقه.
كما إستغرب، تجاهل أسماء فنية بارزة، مثل أسماء لمنور، والمعلم سعد لمجرد، الذي كان له دور محوري في بروز عدد من الفنانين عربياً، إضافة إلى الفنان Dystinct، صاحب الانتشار العالمي الواسع في الآونة الأخيرة، والذي تمت دعوته حديثاً لإحياء حفل فني بملعب كامب نو الأسطوري، بمشاركة نجوم نادي برشلونة، وعلى رأسهم لامين يامال.
وقبل هؤلاء جميعاً، يشير بليزيد، إلى القيمة الفنية والوطنية التي تقدمها الفنانة خولة مجاهد جايلان ، من خلال أعمال غنائية لاقت صدى واسعاً داخل المغرب وخارجه، لما تحمله من حمولة رمزية قوية مرتبطة بالهوية الوطنية، والسيادة، والتراث المغربي الأصيل.
فقد تزامنت بعض أعمالها يورد بليزيد، مع محطات وطنية بارزة، من بينها قرارات دولية تصب في صالح القضايا الوطنية، وأخرى ثقافية مثل إدراج القفطان المغربي ضمن قائمة التراث اللامادي الإنساني لليونسكو.
وأكد بليزيد في تدوينة له، ردا على اختيار المصري محمد رمضان، أن الساحة الفنية المغربية لا تعاني خصاصاً في الكفاءات، بل تزخر بأسماء قادرة على تقديم عمل يليق بمكانة المغرب كبلد منظم للتظاهرة القارية، ويعكس غنى ثقافته وتنوع روافده الفنية.
هذا المحتوى مقدم من Le12.ma
