في قلب العاصمة الأردنية عمّان، يقف جبل عمّان شاهداً على التحوّلات الثقافية والاجتماعية التي عرفتها المدينة خلال العقود الأخيرة. ما كان يوماً حيّاً سكنياً هادئاً تسكنه العائلات الأردنية الكبيرة والوافدون الأوائل إلى العاصمة، أصبح اليوم واحداً من أكثر المناطق حيوية، ووجهة أساسية لمحبي الفن والثقافة والمقاهي الحديثة. من الحارات القديمة إلى شارع الرينبو الشهير، يروي جبل عمّان قصة مدينة نجحت في الجمع بين الأصالة والتجديد، وبين الماضي والحاضر في مشهد حضري نابض بالحياة.
من حيّ سكني إلى قلب العاصمة الثقافي
يُعدّ جبل عمّان واحداً من أقدم أحياء عمّان القديمة، وقد بدأ عمرانه في أوائل القرن العشرين مع انتقال عدد من العائلات الثرية والشخصيات السياسية إليه. تميّز الحي آنذاك بفيلاته الحجرية الواسعة، وأشجاره الكثيفة، وممراته الضيقة التي منحته طابعاً هادئاً ومختلفاً عن بقية مناطق المدينة. ومع التوسع العمراني الذي شهدته عمّان لاحقاً، انتقلت كثير من الأسر إلى أحياء أحدث، تاركة وراءها بيوتاً تحمل عبق التاريخ والعمارة الأردنية التقليدية.
مع بداية الألفية الجديدة، عاد الحي إلى الواجهة عبر موجة جديدة قادها شباب وفنانون ومستثمرون رأوا في جبل عمّان مساحة مثالية لإعادة الإحياء. جرى ترميم المباني القديمة وتحويلها إلى مقاهي جبل عمّان، ومعارض فنية، ومتاجر صغيرة تعكس روح المدينة المعاصرة، من دون التفريط بذاكرتها المعمارية.
شارع الرينبو القلب النابض لجبل عمّان
لا يمكن الحديث عن السياحة في جبل عمّان دون التوقف عند شارع الرينبو، الذي أصبح أيقونة الحي وأحد أشهر شوارع العاصمة. يضم الشارع مزيجاً متنوعاً من المطاعم والمقاهي والمتاجر الفنية والبازارات الصغيرة، حيث يمكن للزائر احتساء القهوة في بيت قديم تحوّل إلى مقهى، أو التجوّل بين جداريات الفن الحديث التي تزيّن الجدران.
خلال عطلات نهاية الأسبوع، يزداد الشارع حيوية مع الفعاليات المفتوحة، أبرزها سوق «جارا» الصيفي، الذي يعرض منتجات الحرف اليدوية والمأكولات المحلية. هذه الأجواء جعلت من شارع الرينبو مساحة تجمع بين الفن والترفيه، وتعكس الحياة الثقافية في عمّان بصورة حيّة وقريبة من الناس.
مقاهي جبل عمّان مساحات للقاء والإبداع
لم تعد مقاهي جبل عمّان مجرد أماكن لشرب القهوة، بل تحوّلت إلى مساحات اجتماعية وثقافية يلتقي فيها الفنانون والكتّاب والطلاب والسياح. لكل مقهى شخصيته الخاصة؛ فبعضها يحافظ على الطابع التراثي بجدرانه الحجرية وأثاثه الخشبي، فيما يختار البعض الآخر تصميماً عصرياً مستلهماً من الثقافة الأردنية الحديثة.
اللافت أن عدداً من هذه المقاهي أصبح منصات لعرض الأعمال الفنية المحلية، من التصوير والرسم إلى الموسيقى والشعر، بحيث يمكن للزائر أن يشاهد معرضاً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
