مع أول موجات البرد، تبدأ الحكاية ذاتها في بيوت كثيرة، مدافئ تشتعل طلبا للدفء، وأبواب ونوافذ موصدة هربا من الهواء البارد، قبل أن يتحول هذا الدفء إلى خطر لا يرى ولا يشم. هكذا تصف مديرية الامن العام ما تسميه القاتل الصامت، الذي يهاجم بهدوء ويترك خلفه فواجع متكررة.
تحذر المديرية من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة على اختلاف انواعها، مؤكدة ان الاهمال في تفقدها قبل الاستعمال، او النوم وتركها مشتعلة، او تشغيلها بوجود اطفال دون رقابة، قد يحول المدفأة الى خطر قاتل يحدث الاصابات والوفيات في غفلة تامة. وتوضح ان سبب هذه التسمية يعود الى انبعاث غاز اول اكسيد الكربون من عمليات الاحتراق، وهو غاز عديم اللون والرائحة، يتحد مع هيموغلوبين الدم ويعيق قدرته على نقل الاكسجين، فيفقد المصاب وعيه دون ان يشعر بالخطر.
لا يقرع هذا الغاز بابا قبل دخوله، ولا يمنح ضحاياه فرصة للنجاة، فأعراضه التي تبدأ بالغثيان وسرعة التنفس والارهاق والدوخة وعدم القدرة على الحركة، قد تتطور سريعا الى فقدان الوعي والوفاة، خاصة عند النوم وترك المدافئ مشتعلة او تشغيلها في اماكن مغلقة دون تهوية.
ورغم التحذيرات المتكررة على مدار السنوات الماضية، تؤكد مديرية الامن العام انها ما زالت تتلقى بلاغات عن حوادث اختناق وحرائق ناجمة عن سوء استخدام المدافئ، تتراوح بين استنشاق الغازات السامة ونفاد الاكسجين، او حرائق سببها لعب الاطفال قرب المدافئ، او سقوطها، او انسكاب المواد البترولية، او تسرب الغاز، او وضعها بالقرب من الاثاث والستائر.
هذه التحذيرات لم تأت من فراغ، فخلال ايام قليلة فقط، سجلت حوادث مأساوية متتالية. صباح الجمعة، اعلنت مديرية الدفاع المدني وفاة خمسة اشخاص من عائلة واحدة في محافظة الزرقاء نتيجة تسرب غاز من مدفأة، ليرتفع.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية
