رجحت شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، استمرار حالة الاستقرار النسبي في أسعار الذهب بالسوق المحلية حتى نهاية العام الجاري، في ظل هدوء نسبي يسيطر على حركة التداولات عالمياً ومحلياً، على أن تعاود الأسعار اتجاهها الصعودي مع بداية الربع الأول من العام المقبل، بدعم من المتغيرات الموسمية المعتادة.
قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب في تصريحات لـ«إرم بزنس»، إن سوق الذهب في مصر تتحرك في الوقت الحالي داخل نطاقات سعرية محدودة، متأثرة باستقرار الأوقية عالمياً، لافتاً إلى أن هذه المرحلة تتكرر مع اقتراب موسم أعياد الميلاد والعطلات الرسمية في الأسواق العالمية، وهي فترة تتسم بانخفاض السيولة وتراجع حجم التعاملات في البورصات العالمية؛ ما يؤثر في أسعار المعدن الأصفر.
وأوضح ميلاد أن أسعار الذهب العالمية كانت سجلت ارتفاعاً في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأربعاء الماضي، إلا أن هذا الارتفاع لم يستمر طويلاً، إذ سرعان ما عادت الأسواق إلى حالة من التوازن مع ترقب المستثمرين للعطلات ولخطوات السياسة النقدية المقبلة.
استقرار سعر الذهب في مصر اليوم.. و«عيار 21» يسجل 5740 جنيهاً
متى تعود ارتفاعات أسعار الذهب في مصر؟
أشار رئيس شعبة الذهب إلى أن التوقعات تميل إلى عودة موجة الارتفاعات في مصر خلال الربع الأول من العام المقبل، تزامنًا مع عودة النشاط إلى الأسواق العالمية بعد انتهاء موسم الإجازات، فضلًا عن زيادة الطلب الاستثماري على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، خصوصاً في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي أو التقلبات.
وأكد هاني ميلاد، أن السوق المصرية ستظل مرتبطة بشكل وثيق بتحركات السعر العالمية، إلى جانب عوامل داخلية أبرزها سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية، ومستويات العرض والطلب، وتكلفة الاستيراد والتصنيع.
100 دولار تفصل الذهب عن ذروته.. هل نربط الأحزمة لرالي جديد؟
سلوك المتعاملين
في ما يتعلق بسلوك المتعاملين في السوق، وجه هاني ميلاد نصيحة للمواطنين بعدم التسرع في بيع الذهب، إلا في حالات الضرورة القصوى والحاجة إلى المال، مشدداً على أن الهدف الأساسي من اقتناء الذهب هو الادخار والتحوط والحفاظ على القيمة على المدى المتوسط والطويل.
وأضاف أن قرارات شراء الذهب ترتبط بمدى توافر فائض نقدي لدى الأفراد، موضحاً أن الذهب ليس سلعة استهلاكية بقدر ما هو مخزن آمن للقيمة، يحافظ على القوة الشرائية للنقود في مواجهة التضخم وتقلبات الأسواق، وبالتالي فإن السيولة المتاحة هي العامل الحاسم في توقيت الشراء وليس التذبذب اللحظي للأسعار.
أوراق نقدية من الجنيه المصري موضوعة على طاولة في 6 مارس 2024 في القاهرة
الذهب الخليجي مقابل المصري
نفى رئيس شعبة الذهب ما يتردد في الشارع المصري حول وجود ما يُعرف بالذهب الخليجي مقابل الذهب المصري، مؤكداً أن أعيرة الذهب موحدة عالمياً وفق معايير قياسية ثابتة، ولا يوجد اختلاف في نقاء المعدن نفسه بين دولة وأخرى.
وأوضح أن الفروق التي يلاحظها المستهلكون تعود فقط إلى شكل المشغولات والتصميمات ومستوى الحرفية والتشكيل، إضافة إلى الأذواق والاعتبارات الاجتماعية، وليس إلى اختلاف في عيار الذهب أو جودته.
كما تطرق ميلاد إلى ما أثير أخيراً بشأن انتشار سبائك وجنيهات ذهبية مغشوشة في الأسواق المصرية، مؤكداً أن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة، وتهدف في المقام الأول إلى إثارة البلبلة وتشويه سمعة المنتج المصري.
كذلك لفت إلى أن الشركات العاملة في السوق تقوم حالياً بتغليف الجنيهات والسبائك الذهبية، على أن تكون جميعها مدموغة من مصلحة دمغ المصوغات والموازين، ومطابقة للمواصفات القياسية من حيث العيار والوزن؛ ما يوفر أعلى درجات الأمان للمستهلك.
الانضباط والرقابة
كان المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري أكد، في بيان، أن مصلحة دمغ المصوغات والموازين تواصل أداء دورها الرقابي والفني على مدار الساعة، من خلال لجان تفتيش منتشرة في جميع المحافظات، وبالتنسيق الكامل مع الأجهزة الرقابية بوزارة التموين والتجارة الداخلية، لضمان سلامة المعروض من المشغولات والسبائك الذهبية.
وشدد رئيس شعبة الذهب في مصر، على أن الضمان الحقيقي للمستهلك يبدأ من الشراء من مصدر موثوق، والحصول على فاتورة رسمية موضح بها سعر الذهب ووزنه وعياره، وتحمل ختم المحل أو الشركة، باعتبارها المستند القانوني الذي يمكن الرجوع إليه في حال وجود أي شكوى أو مشكلة مستقبلية.
كما أكد هاني ميلاد، أن سوق الذهب في مصر تتمتع بدرجة عالية من الانضباط والرقابة، داعياً المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، والاعتماد على المعلومات الصادرة عن الجهات الرسمية والمتخصصين، خاصة في ما يتعلق بمدخراتهم واستثماراتهم
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
