حسمت حلبة مرسى ياس في أبو ظبي موسم الفورمولا 1 لعام 2025، حيث توّج البريطاني لاندو نوريس بلقب البطولة، رغم أنّه حلّ ثالثًا في السباق الأخير من موسم شهد تقلبات وحماوة حتى ربع الساعة الأخير، وسيطر على سباق أبو ظبي، الهولندي ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بُل، الذي حلّ ثانيًا في بطولة السنة. وبذلك، يكون فريق ماكلارين حقق لقب السائقين للمرة الأولى منذ 2008.
فقدت فيراري القدرة على المنافسة على المراكز الأولى طوال السنة، ليختتم لويس هاميلتون موسمه الأول مع فيراري بطريقة مخيبة، في أسوأ حصيلة بمسيرته الحديثة، حيث أخفق في تحقيق أي منصة تتويج طوال الموسم، وأنهى بطولة 2025 في المركز السادس برصيد 156 نقطة فقط، رغم تحقيقه 19 نتيجة في المراكز العشرة الأولى. وبدا الموسم أقرب إلى سلسلة إخفاقات متتالية لسائق اعتاد الصعود إلى القمة، لتتحول المغامرة التي بدأها مع فيراري إلى اختبار قاسٍ لقدراته وثقته وخياراته المهنية.
وفي أوّل تعليق له بعد انتهاء البطولة، قال لويس هاميلتون، بطل العالم 7 مرات إنّه سيلقي هاتفه في سلة المهملات؛ لأنه لا يرغب في التحدث مع أي شخص عندما يبدأ العطلة الشتوية بعد موسم أول كارثي مع فيراري.
مجد مرسيدس انضم البريطاني إلى الفريق الإيطالي هذا الموسم قادمًا من مرسيدس في خطوة كانت منتظرة للغاية، إذ جمعت بين سائق وفريق كانا الأكثر نجاحًا في الرياضة.
وكانت التوقعات من هذه الشراكة مرتفعة، لا سيما بعد أن أنهت فيراري الموسم الماضي في المركز الثاني في ترتيب الصانعين، ما عزز الآمال بأن يتمكن هاميلتون من المنافسة على تحقيق لقبه الثامن في إنجاز لا سابق له.
لكن التفاؤل تبدد، واضطر هاميلتون لمواجهة أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق، إذ فشل البريطاني في الصعود إلى منصة التتويج طوال العام لأول مرة في مسيرته.
كان بإمكان هاميلتون أن يعتزل وهو في قمة المجد مع 7 ألقاب عالمية، ستة منها بقميص مرسيدس، لكنّه لم يفعل، واختار الطريق الأصعب، متجهًا إلى فيراري في خطوة لم تُفسَّر يومًا كمجرّد انتقال رياضي، بل كقرار يعيد تشكيل موازين القوى داخل الفورمولا 1. إلا أنّ موسمه الأول كشف حجم الفجوة بين الطموح والواقع، وعمّق الضغوط التي تحيط بالفريق الأكثر عراقة في تاريخ البطولة.
فخلال 12 موسمًا بين 2013 و2024، صنع لويس هاميلتون مع مرسيدس واحدة من أنجح الشراكات في تاريخ الفورمولا 1، حيث كتب معها فصلًا من التفوق غير المسبوق:
خاض 246 سباقًا مع الفريق، فاز في 84 منها، وصعد إلى منصة التتويج 153 مرة، وسجّل 78 انطلاقًا من المركز الأول، وهي أرقام قياسية مع فريق واحد.
سيطر على مواسم 2014 حتى 2020 وفاز فيها بخمسة سباقات متتالية في موسم 2020، وسجل 17 ثلاثية، إلى جانب 6 سباقات "غراند سلام" اكتسح فيها المنافسة من البداية للنهاية.
حقق في سباق سيلفرستون على الحلبة البريطانية 9 انتصارات، منها ثمانية بقميص الفريق الألماني، ليصبح أكثر سائق فوزًا على حلبة واحدة في تاريخ الفورمولا 1.
وفي نسخة 2024 أصبح أول سائق يحرز فوزًا بعد أكثر من 300 مشاركة، وأول من يحقق انتصارات متتالية على مدار 16 موسمًا.
عودة الحلم القديم ارتبط هاميلتون باسم فيراري منذ طفولته، فكانت العلامة الإيطالية رمزًا لطموح طالما راوده، لذا لم يستند إلى حسابات دقيقة، بل إلى قناعة شخصية بأن التغيير بات ضروريًا؛ لأنه يمنحه فرصة جديدة لإثبات نفسه في بيئة مختلفة.
وفي أول اختبار له على حلبة فيورانو، جلس هاميلتون خلف مقود سيارة فيراري للمرة الأولى، ليحقق بذلك حلمًا قديمًا، ويدرك أنه انضم إلى فيراري التي كانت تتوق فيه إلى كسر سلسلة من الإخفاقات التي طال أمدها، إذ لم تفز ببطولة السائقين العالمية منذ عام 2007، عندما حقق لها اللقب، كيمي رايكونن.
اختار هاميلتون أن يواجه جفافًا دام.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط
