شهدت أسواق «وول ستريت» خلال السنوات الثلاث الماضية تدفقاً هائلاً للاستثمارات في شركات الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق «أوبن إيه آي» لـ«تشات جي بي تي»، لكن الشكوك تتزايد حول استدامة هذه المكاسب في 2026.
أبرزت التراجعات الأخيرة في أسهم «إنفيديا» و«أوراكل»، وتراجع الثقة حول شركات مرتبطة بـ«أوبن إيه آي»، تزايد المخاوف من احتمالية انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي، بحسب «بلومبرغ».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «كالودين كابيتال مانجمنت» جيم مورو: «نحن الآن في المرحلة التي تتضح فيها النتائج، لقد كانت قصة جيدة، لكن المستثمرين يترقبون العوائد الفعلية».
تكاليف ضخمة وتمويل ضخم
تخطط «أوبن إيه آي» لإنفاق نحو 1.4 تريليون دولار في السنوات المقبلة، مع توقع حرق 115 مليار دولار حتى 2029 قبل تحقيق الأرباح في 2030. حتى الآن جمعت الشركة 40 مليار دولار من مستثمرين مثل «سوفت بانك».
آسيا تتجاهل إشارات الفيدرالي.. كيف أيقظت «أوراكل» شبح الفقاعة؟
بالمثل، أعلنت «إنفيديا» عن استثمار يصل إلى 100 مليار دولار لتمويل عملائها، ما أثار مخاوف من تمويل دائري داخل الصناعة. وأوضح مدير محفظة في «راتشونال دايناميك براندز فاند» إريك كلارك، أن أي تراجع أو تقييم مبالغ فيه قد يؤدي إلى انسحاب جماعي للمستثمرين.
الضغوط على الشركات الكبرى
تستمر شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «ألفابت»، و«مايكروسوفت»، و«أمازون»، و«ميتا» في إنفاق أكثر من 400 مليار دولار خلال 12 شهراً على مراكز البيانات، مع نمو إيرادات الذكاء الاصطناعي غير كافٍ لتغطية هذه التكاليف.
شاشة هاتف تعرض شعار «ميتا» في مدينة أنقرة التركية، 2 أكتوبر 2024.
ومن المتوقع أن يصل نمو أرباح السبعة «عمالقة التكنولوجيا» (Magnificent Seven) إلى 18% في 2026، وهو أبطأ معدل خلال أربع سنوات. كما من المتوقع أن تصل مصروفات الاستهلاك لمراكز البيانات إلى نحو 30 مليار دولار بحلول العام المقبل، ما قد يضغط على توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم.
تقييمات معتدلة رغم الترقب
على الرغم من الارتفاع الكبير في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي، إلا أن مؤشرات السوق مثل «ناسداك 100» تقف عند 26 مرة الأرباح المتوقعة، مقارنة بـ 80 مرة في فقاعة الإنترنت «dot-com»، وفق بيانات «بلومبرغ».
هل يكون عام 2027 بداية انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي؟
وأكد «توني دي سبيريتو» من «بلاك روك» أن «هذا لا يعني غياب المضاربات، لكن الحماسة ليست مفرطة في أسماء الذكاء الاصطناعي الكبرى مثل «إنفيديا»، و«ألفابت»، و«مايكروسوفت».
فيما يرى محللون أن الأسهم قد لا تنهار كما حدث في 2000، لكن دوران الاستثمارات قد يحصل، بحسب «سامير باسين» من «Value Point Capital».
أضاف أن شركات مثل «بالانتير» و«سنوفليك» تعاني تقييمات مرتفعة جداً، لكن الأسماء الكبرى تحت مستوى 30 مرة الأرباح، ما يترك مجالاً للتفاؤل والحذر في الوقت نفسه.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

