قال باحثون في مجال البيئة، إن إيران تواجه اليوم واحدة من أخطر أزمات الصحة العامة في تاريخها الحديث، لا بسبب حرب أو كارثة طبيعية أو حتى العقوبات الدولية، بل بسبب الهواء الذي يتنفسه المواطنون يومياً.
وأضاف الباحثون أن قرابة 59 ألف وفاة مبكرة سُجلت خلال عام واحد نتيجة التعرض لتلوث الهواء، أي ما يعادل نحو 170 وفاة يومياً، في رقم يفوق ضحايا كثير من الأمراض المزمنة مجتمعة.
وأوضح الباحثون شيرين غولي، مستشارة في الهندسة البيئية، حاصلة على دكتوراه من جامعة نيفادا؛ ومحمد نايب يزدي، مهندس موارد مائية وباحث في جودة المياه؛ وسعيد قاسم نجاد، مستشار اقتصادي وباحث متخصص في الاقتصاد الإيراني والعقوبات، في تحليل مشترك بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن خطورة الأزمة لا تكمن فقط في حجمها، بل في كونها نتاجاً مباشراً لعقود من السياسات الفاشلة، وتأجيل التحديث، والإهمال المنهجي للصحة البيئية من قبل الدولة.
طهران نموذجاً.. مدينة تتنفس الخطر
وأشار الباحثون إلى أن العاصمة طهران، التي يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة، سجلت في الأسابيع الأخيرة مؤشرات جودة هواء تجاوزت 200 نقطة، ما يضعها في فئة "غير صحي للجميع".
وأضافوا أن السلطات اضطرت إلى إغلاق المدارس والجامعات، بينما استعدت المستشفيات لموجة من حالات الطوارئ التنفسية، وتعثرت حركة الطيران بسبب الضباب الدخاني الكثيف.
وتابع التحليل أن الأزمة بلغت حداً أجبر مسؤولين رسميين، بينهم نائب الرئيس، على الإقرار بأن مستويات التلوث في طهران أصبحت مهددة للحياة.
مدن إيران تحت سحابة التلوث
وأوضح الباحثون أن المشكلة لم تعد محصورة في طهران، بل تحولت إلى ظاهرة وطنية تمتد من أراك وكرج إلى مشهد، ومن أصفهان إلى تبريز.
وأضافوا أن مدينتي الأهواز وأصفهان تشهدان بشكل متكرر مستويات خطرة من التلوث تؤدي إلى إغلاقات متكررة، فيما تعاني تبريز من تعطل الخدمات البلدية بسبب تدهور جودة الهواء.
وأشار الباحثون إلى أن سوء إدارة الطاقة على المستوى الوطني جعل أي مدينة، مهما كان موقعها، عرضة للاختناق.
سياسات متعمدة صنعت الأزمة
قال الباحثون إن خبراء البيئة حذروا منذ عقود من أن هواء المدن الإيرانية أصبح غير قابل للتنفس، لكن التحذيرات قوبلت بالتجاهل.
وأضافوا أن النظام فضّل عائدات التصدير، والمشاريع الأيديولوجية، والإنفاق العسكري على تحديث شبكة الطاقة والبنية التحتية.
وأوضح التحليل أن قطاع السيارات المحلي يخضع لاحتكارات مرتبطة بالحرس الثوري، حيث يتم منع استيراد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري
