لا بدّ من العودة إلى السؤال الأوّل والأهم. إنّه السؤال المتعلق بنجاح أحمد الشرع في داخل سوريا وليس الاكتفاء بالنجاحات الخارجية، وهي نجاحات لا بدّ من الاعتراف بأنّها مرموقة. كان الانتهاء من "قانون قيصر" آخر النجاحات التي تحققت على الصعيد السوري. لم تعد سوريا تحت عقوبات أمريكيّة وتستطيع بذلك إعادة بناء علاقتها مع العالم، العالم الغربي خصوصاً من دون عقد. لكنّ المهمّ ما حجم التغيير في الداخل السوري الذي سعى نظام الأسد إلى تدميره؟ هل تعود سوريا دولة طبيعية، دولة مساواة بين مواطنيها كما وعد أحمد الشرع.. أم تولد من رحم النظام الجديد مجموعات جديدة تسيطر على الاقتصاد وتتحكّم بالمجتمع كما كانت عليه الحال في ما كان يسمّى "سوريا الأسد"؟
بكلام أوضح، هل تستطيع سوريا التصالح مع نفسها بدءاً بالتخلي عن شعارات من نوع تصديق أنّها "قلب العروبة النابض" في منطقة لا يحتاج فيها أي بلد إلى دروس في الوطنية من بلد آخر؟
في هذه الأيّام، تمرّ الذكرى الأولى لفرار بشّار الأسد إلى موسكو. لم يكن الأمر مجرّد فرار لديكتاتور دموي كان يعتقد أنّ في استطاعته توريث سوريا لنجله كما حدث مع والده حافظ الأسد، لدى وفاته في العام 2000. يتعلّق لأمر بتغيير كبير على الصعيد الإقليمي لا يدل عليه أكثر من خروج إيران من سوريا. إنّه خروج إلى غير رجعة بعدما دفعت سوريا وشعبها ثمناً غالياً للسيطرة الإيرانية على البلد والعمل من أجل تغيير في العمق في تركيبته الديموغرافية. استعانت "الجمهوريّة الإسلاميّة" الإيرانيّة في هذا المجال بكلّ ادواتها، في مقدّمها "حزب الله" في لبنان الذي لم يكتف بالمشاركة في الحرب على الشعب السوري بين 2011 و2024، بل عمل على تغيير طبيعة مدينة دمشق والمنطقة المحيطة بها وكلّ المناطق المحاذية للحدود بين سوريا ولبنان. أكثر من ذلك، ذهب الحزب إلى محيط حلب في محاولة واضحة لتأكيد أن ثمّة حاجة إلى قطع الطريق على أي عودة للسنّة إلى حكم سوريا بصفة كونهم الأكثريّة في البلد.
ما تبين بعد سنة على تخلّص سوريا من نظام أقلّوي، تحكّم بالسوريين واستعبدهم، بين 1970 ونهاية 2024 أنّ ليس في الإمكان الاستخفاف بالتحديات التي تواجه النظام الجديد في سوريا، بما في ذلك مستقبل أبناء الطائفة العلويّة ومنطقة الساحل السوري. توجد مشكلة علويّة في سوريا. هذا واقع لا مفرّ من الاعتراف به. لكن هل في استطاعة بقايا النظام السابق تحويل المشكلة العلويّة إلى قضيّة علويّة؟ من الواضح أنّ بقايا النظام تسعى إلى ذلك، لكن ليس عن طريق إيران، بل عن طريق إسرائيل التي حمت النظام الأسدي منذ قام. لم ترفع الغطاء عنه إلّا بعدما ارتكب بشّار الأسد في أواخر العام 2024 غلطة العمر المتمثلة في السماح بنقل أسلحة متطورة إلى "حزب الله" عن طريق.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري
