ما رأيك في جولة وقوف على الأطلال؟ طب نفساً، فلن أدعوَك إلى البكاء على رسم دارس، ولا شأن لي بسِقط اللِّوَى، ولا بتوضح فالمقراة. لكنك ستقف معي على أطلال الفنون الساخرة في بلاد العرب، شريطة ألاّ تسأل عن الموءُودة بأيّ ذنب قتلت.
لك أن تعاتبني كما شئت عذلاً وملاماً، فالحنين الذي في العنوان هو غير محله، فأين هو من واجب كشف المحجوب من العثار والانحدار إلى مهاوي الانهيار؟ لا يستطيع إلا الفيزياء التفسير العلميّ لما حدث. دع الآن العلوم، وصف الساحة كيف كانت، حتى تتسنى المقارنة. كانت الديار العربية تتزيّن سماء الثقافة فيها، بمصابيح الفنون الساخرة، شعراً ونثراً ورسوماً كاريكاتوريّةً، أيّامَ لم تكن الأنظمة عربيةً، كانت تركيةً عثمانيةً، وكانت البلدان دولاً غير مستقلة، مستعمرات، شعوبها لا تملك لأنفسها شيئاً، وكانت هويتها سليبةً وقيمها منتهكةً، وثرواتها منهوبةً. في تلك الحقب الداجية، كانت تشع في الظلماء أقباس أنوارها في العقول والمهج أشماس. في مصر تألقت صحافة ساخرة زاخرة فاخرة: أبو نظارة ليعقوب صنوع، التنكيت والتبكيت، والأستاذ، للأديب الكبير عبدالله النديم، ومن الأسماء العدوانية المطرقة، السيف.
التيارات الرائدة في فنون السخرية، كانت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية
