في غياب الأرشيف السينمائي رجل واحد يحافظ على الذاكرة البصرية ل #لبنان

في نهاية شارع جانبي صغير ومنحدر في حي "رأس بيروت"، يشير ملصق باهت إلى الطريق. من يتبع الإشارة، ينزل في نهاية الشارع إلى اليسار عبر ممر شديد الانحدار، يفتح الباب الثقيل - ويجد نفسه بين رفوف عالية للكتب. روايات مترجمة، تحليلات سياسية، طبعات نفدت عن ثقافة وتاريخ المنطقة.

على بعد خطوات قليلة، وعلى يسار الطريق، تنفتح فجأة غرفة ثانية. يبدو الهواء فيها أكثر كثافة، ومليئًا بالألوان. هنا تبدأ "جنة الملصقات". ألوان، وجوه، وتصاميم طباعة من قرن مضى تجذب الزبائن على الفور.

هناك، في الجزء الخلفي من المتجر، يجلس عبودي أبو جودة. شخص ودود، غير متكلف، ومستعد دائمًا ليروي قصة - ولكن ليس قبل أن تطرح عليه سؤالاً بنفسك. خلفه تتلألأ ملصقات أفلام لبنانية ومصرية من حقبتي الستينيات والسبعينيات، وإلى جانبها ملصقات من العراق وتونس والمغرب. وبينها بطاقات بريدية، وحوامل أكواب. إنه أرشيف، ولكنه أرشيف حي، يُتصفح، ويوقظ الذكريات.

يقول أبو جودة بهدوء: "هذا المتجر هو أرشيف للبنان، ولكنه أيضًا أرشيف للمنطقة بأسرها". وبالفعل: بأكثر من 20,000 ملصق، تُعد مجموعته واحدة من الأكبر من نوعها في المنطقة. الكثير من هذه التصاميم معلقة بالفعل في منازل خاصة - وكذلك في مقهى كاليه المجاور، حيث يحدق عشاق السينما أثناء احتساء الإسبريسو في وجوه المغنيتين اللبنانيتين البارزتين فيروز أو صباح خلال فترة شبابهما.

بداية هواية جمع الملصقات حياة لم يكن أبو جودة يتوقع في وقت مبكر أن حياته ستدور يومًا ما حول ملصقات الأفلام - أو ربما توقع ذلك لاحقاً. يروي الرجل البالغ من العمر 66 عامًا: "كنت في السينما وأنا في السادسة من عمري".. "كان والدي يأخذني معه دائمًا، فقد كان مديرًا لدور سينما مختلفة في برج حمود، وهي ضاحية بيروتية ذات غالبية أرمنية". وبينما كان الأطفال الآخرون يلعبون كرة القدم، كان أبو جودة يجلس في الظلام، يشاهد ويستمع، ويتشبع بالسينما.

في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، بدأ يجمع الملصقات - دون قصد في البداية. يقول: "كنت أحصل على الملصقات دائمًا من دور السينما". كان ذلك في أوائل السبعينيات. يضحك قائلاً: "مثل العديد من المراهقين في ذلك الوقت، لم أكن مهتمًا بالأفلام العربية كثيرًا، كنت أكثر اهتمامًا بالأفلام الأجنبية. لكنني كنت أحب قراءة الكتب العربية".

احتفظ أبو جودة بما لم يحتفظ به أي شخص آخر. ما كان من المفترض أن ينتهي به المطاف في القمامة أو يتراكم عليه الغبار في الغرف الخلفية لدور السينما، كان يحمله إلى المنزل.

بيروت.. يوم كانت عاصمة السينما في المنطقة لفهم سبب تفرد أرشيف أبو جودة، يجب معرفة الدور الذي لعبه لبنان ذات يوم في السينما العربية.

أُنتج أول فيلم لبناني عام 1929، لكن الإنتاج المحلي بقي لفترة طويلة في ظل هيمنة مصر. تغير هذا مع استقلال لبنان والازدهار الاقتصادي. كانت الستينيات هي العصر الذهبي: أصبحت بيروت المركز الإقليمي للأدب والسينما. أخرج الأخوان الرحباني أفلامهما الموسيقية الخالدة التي تبعث على الحنين. في عام 1965، افتتحت اليونسكو مركز السينما العربية في بيروت، وهو الأول من نوعه. وفي عام 1971، أُقيم هنا أول مهرجان سينمائي دولي في العالم العربي.

وأخيرًا وليس آخرًا، كان في بيروت أكثر من 300 دار سينما تُعرض فيها أفلام جديدة كل أسبوع. يقول أبو جودة: "كانت السينما هي الوجهة الأولى للكثيرين". "قبل الحرب الأهلية (1975- 1990)، كان الناس يذهبون إلى السينما أسبوعياً".

انتهى كل هذا فجأة مع الحرب الأهلية التي دمرت مشهد السينما.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة DW العربية

منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
قناة العربية منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 17 ساعة
قناة العربية منذ 18 ساعة
قناة العربية منذ ساعتين