أربيل (كوردستان24) في خطوة إنسانية تعكس التزامها المستمر بدعم الناجين من جرائم "داعش"، باشرت حكومة إقليم كوردستان اليوم بتوزيع منحة مالية على الناجيات الإيزيديات من قبضة التنظيم الإرهابي. وتأتي هذه المبادرة بتوجيه مباشر من رئيس الحكومة مسعود بارزاني، في إطار الجهود المتواصلة للتخفيف من معاناة هذه الفئة التي تعرضت لأبشع الانتهاكات.
وفي تصريح خاص لـ"كوردستان 24"، أعرب سعيد جردو، رئيس مركز لالش الثقافي والاجتماعي، عن شكره وامتنانه لرئيس الحكومة على هذه المبادرة الكريمة. وقال: "بمناسبة قدوم أعياد الميلاد ورأس السنة، نبارك لجميع شعوب كوردستان والعراق والعالم، ونتمنى أن تكون أيام خير وسلام. هذه المنحة المالية التي توزع اليوم في شيخان هي لشهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وهي تأتي ضمن برنامج متواصل لدعم الناجين منذ أكثر من سبع سنوات".
وأضاف جردو أن عدد المستفيدين من هذه المنحة تجاوز الـ 2050 ناجٍ وناجية حتى الآن، مؤكداً أن الباب لا يزال مفتوحاً لتسجيل المزيد من الأسماء سواء كانوا داخل العراق أو خارجه، وذلك عبر رابط إلكتروني مخصص لهذا الغرض. كما أشار إلى أن الحكومة تعمل على توفير وكلاء لتسليم المنحة للمستفيدين المتواجدين في الخارج.
ولم يقتصر الدعم الحكومي على الجانب المالي فحسب، بل شمل أيضاً خططاً لمشاريع مستقبلية تهدف إلى إعادة تأهيل الناجين ودمجهم في المجتمع. وكشف جردو عن موافقة رئيس الحكومة على تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز للدعم النفسي والاجتماعي في شيخان، بالإضافة إلى مشروع لتوفير فرص التعليم الجامعي للناجين في جامعات وكليات الإقليم.
وأوضح جردو أن هذه المشاريع تأتي استجابة للحاجة الماسة للناجين الذين عانوا من صدمات نفسية واجتماعية كبيرة جراء ما تعرضوا له على يد "داعش"، مؤكداً أن الحكومة لن تألو جهداً في تقديم كل ما يلزم لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة وبناء مستقبل أفضل.
يُذكر أن آلاف الإيزيديين تعرضوا للاختطاف والقتل والتهجير على يد تنظيم "داعش" في عام 2014، فيما لا تزال العديد من النساء والأطفال في عداد المفقودين. وقد عانى الناجون من ظروف قاسية للغاية، وتأتي هذه المبادرات الحكومية لتمثل بارقة أمل لهم في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهونها.
هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24
